المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 فاتحي مواضيع
kasba | ||||
النورس | ||||
hatimo | ||||
le prince | ||||
my mustapha | ||||
المبدع | ||||
rosana | ||||
Mystèrieux | ||||
moulay | ||||
عاشقة الفن |
قراءة جديدة لما توصل إليه نبي الله سليمان
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قراءة جديدة لما توصل إليه نبي الله سليمان
قراءة جديدة لما توصل إليه نبي الله سليمان
هل أتصل سليمان عليه السلام بالمخلوقات الفضائية ؟
وهل نقلوا له حضارات سماوية ?
قراءة جديدة لما توصل إليه نبي الله سليمان (عليه السلام)
هذه محاولة لدراسة علمية قام بها بعض الباحثين تتعلق بكل الجوانب التي تحيط بمملكة نبي الله سليمان عليه السلام بهدف إزالة التفاسير الاعتباطية وإخراسها إلى الأبد وسيجد القارئ الكريم ما يدهشه بل سيجد نفسه أمام انفتاح تام على طور الاستخلاف مما يدعوه الى التأمل بدولة او مملكة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين .
وسنبدأ هذا البحث بتفسير المرحوم المهندس عالم سبيط النيلي في كتابه " ملحمة جلجامش والنص القرآني" لقصة نقل عرش بلقيس والسرعة التي تم بها هذا النقل .
قال عزّ وجل : "قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ{38} قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ{39} قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ{40} النمــل
رؤية المرحوم النيلي لنقل عرش بلقيس:
عبارة الذي عنده علم من الكتاب (آصف) هي:"أنا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك".
قالوا: الطرْف هو العين وقيل هو الجفن العلوي وقيل هو البصر. واستعملت عندهم لهذه المعاني. والأشكال عندهم هو في لفظ (إليك) فحينما يكون الطرف هو العين أو الجفن ستكون (اليك) زائدة لأن العين وجفنها في رأس المخاطب. لذلك قال آخرون هو الشعاع الخارج من العين والذي يسقط على الشيء فيُرى. وهذا حسب علم البصريات السابق لأن الأمر هو العكس فالعين تستقبل الشعاع المنعكس عن الأشياء وليست هي التي تصدر الشعاع ومع ذلك فالأمر كله ينكشف هنا لأن هذا الشرح والذي اختاره (الطوسي) في التبيان هو مفتاح تفسير العبارة علمياً.
ان الشعاع مستمر بالانعكاس عن الأشياء المجاورة في مجلس سليمان (ع) وعينه تستقبل هذا الشعاع ويرى الأشياء فماذا يقصد آصف بعبارته؟
سنحوّل كلامه إلى معادلة علمية رياضية:
إذا كان الشعاع سيسقط كل مرة في اللحظة (ن) ويعجبك ان ترى الشيء الذي عينك مفتوحة بمواجهته في اللحظة (ن + نَ) فاني اجلب لك عرش الملكة في اللحظة:
(ن + نَ) - ك نَ
حيث ك ثابت يمثل قدرته في النقل. وأول شيء ندركه من العبارة القرآنية ان ك لا يمكن ان يكون اقل من واحد مطلقاً لأنه قال (قبل ان يرتد).
لأنه إذا كان يساوي واحداً فالناتج ن + نَ - نَ = ن، أي انه يأتيه به مع ارتداد الطرف مطابقاً في الزمن تماماً. لكنه قال: (قبل)، وهذا يعني أن ك هو اكثر من واحد.
لذلك سنفترض انه يساوي الواحد، ثم نلاحظ الناتج عند التعويض ومن ثم نقول ان سرعته اكبر من هذا الناتج كما قال هو (قبل) ولا نعلم بكم من الزمان قبل.
تخلصّنا من المشكلة الأولى فلنلاحظ المشكلة الأخرى. ان قوله (يرتد) عام أيضاً فهو لم يحدّد عن أي شيء يرتد وكم بعده عن عين سليمان لنقوم بمقارنة سرعته مع سرعة الارتداد والتي هي سرعة الضوء. كلما كان الشيء أقرب إلى سليمان كلما ازداد الفارق بالسرع وكلما كان أبعد عن سليمان كلما قل هذا الفارق.
سنختار إذن مسافة معقولة فالذي يجلس في مجلس فغالباً ما يقع نظره على من يقابله من الأشخاص والأشياء ومتوسط النظر في مثل هذه الأحوال وبخاصة في الاجتماعات هو ثلاثة أمتار.
ولما كان البعد عن اليمن ء وتحديداً سبأ عاصمة الملكة هو بحدود (3000) كم فالمعنى هو ان آصف يأتي بالعرش من اليمن (3000 كم) قبل وصول الشعاع (الضوء) من مسافة
(3 م) إلى عين سليمان.
إذن فهو ينقله بأسرع من الضوء. ويمكننا حساب كم مرة أسرع من الضوء إذا افترضنا كما مرّ انه ينقله هذهِ المسافة بنفس زمن الارتداد لا قبله.
سرعة الضوء = 300.000 كم/ثانية
= 810 مرة
توضيح :
يتم ارتاد الضوء لمسافة 3 أمتار في زمن يساوي واحد من مائة مليون جزء من الثانية ء عشرة مرفوعة لقوة سالب ثمانية من الثانية ء إذن السرعة المطلوبة لقطع جسم مسافة 3000كلم في هذا الزمن تساوي ناتج قسمة المسافة على هذه السرعة 3000000م تقسيم عشرة مرفوعة لسالب ثمانية والناتج هو أن العرش تم نقله بسرعة 3 مضروب عشرة للقوة 8 أي أكبر من سرعة الضوء بعشرة للقوة ثمانية مائة مليون مرة)
إذن فهو ينقله بسرعة تفوق سرعة الضوء بمائة مليون مرّه عند التساوي ولكنه قال (قبل) وإذن فهو ينقله أسرع من هذا التقدير بكثير.
أما إذا افترضنا ان الارتداد عن أي شيء بلا تحديد وهو الأصحّ فليكن مثلاً ارتداد الشعاع عن يد سليمان (ع) نفسه إذ أعجبه ان ينظر إلى يده ففي هذه الحالة ترتفع سرعة الجلب ارتفاعاً آخر لعدة إضعاف قد تصل إلى آلفي مليون مرة أسرع من الضوء.
سرعة نقل الجاّن
لنفرض أن قيام سليمان سيستغرق ثانيتين فقط فالجاّن ينقل العرش قبل هذا الزمن:"قبل ان تقوم من مقامك".
والضوء يسير في ثانيتين مسافة هي 6 × 810 كم
ومسافة النقل هي 3000 كم، إذن فهو ينقله اقل من سرعة الضوء بعدد من المرات يمكن حسابه كما يلي:
= 3´10 3
إذن فهو ينقل العرش بسرعة اقل من سرعة الضوء بمأتي ألف مرة أو بسرعة 1500 كم/ثانية.
والفارق بين السرعتين هو حاصل ضرب مئة مليون وخمسين الفاً ويساوي:
15 × 1210 أي خمسة عشر ألف مليار مرّة.
ان هذا الفارق المهول هو بين اسرع ما يمكن من نقل الجان مع اقل ما يمكن من نقل آصف بحسب ما تدل عليه عبارة كلٍ منهما.
من المؤكد ان عفريت الجان قد طأطأ رأسه خجلاً بعد ان رأى عرضَ آصف وقد تحقق.
إذن فطريقة آصف في النقل مختلفة عن طريقة الجان، أنها بسرع غير مادية لا علاقة لها بقوانين الحركة.
اما طريقة الجان فهي طريقة مادية، ولما كانت الكتلة تزداد مع السرعة فان نقل العرش بهذه السرعة العالية 1500 كم/ثانية يجعله عرضة للإصابة أو الاصطدام أو الكسر، وهذا هو السبب الذي جعله يؤكد قائلاً"واني عليه لقويُّ أمين".
اما آصف فلم يحتجْ لمثل تلك العبارة لأن اسلوبه في النقل مختلف، فهو ينقله باسرع من الضوء بمأة مرّة ومثل هذه السرعة لا علاقة لها بقوانين الحركة التي نعرفها.
لقد أكد العلماء حديثاً على وجود سرع في الكون تلائم مساحته الشاسعة فالضوء يحتاج إلى مليون سنة للحركة من نجم إلى نجم آخر داخل المجرّة، لكنهم يعلمون أيضاً ان هذا شيء نظري فقط فليس لدينا ما ندرك به هذه السرع.
أن آصف لم ينتظر من سليمان (ع) إجابة عن العرض الذي قدمه. ان الموقف لا يحتاج إلى انتظار إجابة، فمن هو الأسرع في النقل هو الفائز.. هذا يعني ان الجان هو الآخر لم ينتظر إجابة فقد بدأ فوراً بالنقل وحينما قال العبارة وبدأ العمل لم يكن قد قطع عشر مسافة الذهاب حتى كان آصف قد جلب العرش فعلاً وحينما وصل اليمن بعد ثلثي الثانية لم يجد العرش فقفل راجعاً.
ولذلك فليس هناك زمن إضافي لذكر إجابة أو محاورة فإذا انتهى آصف من ذكر عباراته ولم يأتي بالعرش يكون قد اخلّ بالوعد الذي قطعه فجاء السياق القرآني معبّراً عن ذلك بقوله:
]...أنا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك فلمّا رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربيّ[
لأن هذا ما حدث بالفعل فقد تم النقل خلال نفس العبارة ومن المؤكد ان آصف لم يتحرك من موضعه، فلم يره سليمان (ع) هابطاً خلال نزوله على الأرض محدثاً صوتاً بل (مستقراً عنده) وهي العبارة التي تفيد ان النقل ليس مادياً اولاً ولا يستغرق زمناً مذكوراً ثانياً.
ان طريقة الجان مادية وحسب قوانين الحركة فان بلوغ السرعة قريباً من سرعة الضوء يجعل الكتلة بملايين الأطنان فتقوم بتدمير الموضع وتجعل العرش نفسه هباءً منثوراً وهذا هو التحديد الذي يزعج الجان من ان يزيد من السرعة ولذلك اضطر إلى تأكيد عاملين عامل القوة لزيادة الكتلة وعامل الأمان لاحتمال التهشّم:
"وأني عليه لقويّ أمين".
إن غايتنا من هذا الشرح هو التأكيد على إن آصف لم يتلفظ بالاسم الأعظم بأية هيئة، فلم يكن لديه الوقت الكافي لذلك.
ومن هنا نعلم إن تأثير الاسم الأعظم هو بمعرفته المتعلقة بالموجودات وليس بمعرفة ألفاظه.
من هو آصف؟ ان القرآن يشير إلى انه صاحب معرفة لكنها ليست معرفة إنسانية آتية من التجربة، انها معرفة إلهية:
"قال الذي عنده علمٌ من الكتاب".
إن عند آصف علم (من الكتاب)، لا علمَ الكتاب كله، وعليه فبإمكاننا إن ندرك القدرات التي يمتلكها من عنده علم الكتاب كله، اعني كلمات الشجرة المباركة والتي أولها في التكوين وآخرها في الظهور مشكاة النور الإلهي (محمد) رسول الله.. انتهى كلام النيلي ( رحمه الله )
وللموضوع بقية ........
هل أتصل سليمان عليه السلام بالمخلوقات الفضائية ؟
وهل نقلوا له حضارات سماوية ?
قراءة جديدة لما توصل إليه نبي الله سليمان (عليه السلام)
هذه محاولة لدراسة علمية قام بها بعض الباحثين تتعلق بكل الجوانب التي تحيط بمملكة نبي الله سليمان عليه السلام بهدف إزالة التفاسير الاعتباطية وإخراسها إلى الأبد وسيجد القارئ الكريم ما يدهشه بل سيجد نفسه أمام انفتاح تام على طور الاستخلاف مما يدعوه الى التأمل بدولة او مملكة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين .
وسنبدأ هذا البحث بتفسير المرحوم المهندس عالم سبيط النيلي في كتابه " ملحمة جلجامش والنص القرآني" لقصة نقل عرش بلقيس والسرعة التي تم بها هذا النقل .
قال عزّ وجل : "قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ{38} قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ{39} قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ{40} النمــل
رؤية المرحوم النيلي لنقل عرش بلقيس:
عبارة الذي عنده علم من الكتاب (آصف) هي:"أنا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك".
قالوا: الطرْف هو العين وقيل هو الجفن العلوي وقيل هو البصر. واستعملت عندهم لهذه المعاني. والأشكال عندهم هو في لفظ (إليك) فحينما يكون الطرف هو العين أو الجفن ستكون (اليك) زائدة لأن العين وجفنها في رأس المخاطب. لذلك قال آخرون هو الشعاع الخارج من العين والذي يسقط على الشيء فيُرى. وهذا حسب علم البصريات السابق لأن الأمر هو العكس فالعين تستقبل الشعاع المنعكس عن الأشياء وليست هي التي تصدر الشعاع ومع ذلك فالأمر كله ينكشف هنا لأن هذا الشرح والذي اختاره (الطوسي) في التبيان هو مفتاح تفسير العبارة علمياً.
ان الشعاع مستمر بالانعكاس عن الأشياء المجاورة في مجلس سليمان (ع) وعينه تستقبل هذا الشعاع ويرى الأشياء فماذا يقصد آصف بعبارته؟
سنحوّل كلامه إلى معادلة علمية رياضية:
إذا كان الشعاع سيسقط كل مرة في اللحظة (ن) ويعجبك ان ترى الشيء الذي عينك مفتوحة بمواجهته في اللحظة (ن + نَ) فاني اجلب لك عرش الملكة في اللحظة:
(ن + نَ) - ك نَ
حيث ك ثابت يمثل قدرته في النقل. وأول شيء ندركه من العبارة القرآنية ان ك لا يمكن ان يكون اقل من واحد مطلقاً لأنه قال (قبل ان يرتد).
لأنه إذا كان يساوي واحداً فالناتج ن + نَ - نَ = ن، أي انه يأتيه به مع ارتداد الطرف مطابقاً في الزمن تماماً. لكنه قال: (قبل)، وهذا يعني أن ك هو اكثر من واحد.
لذلك سنفترض انه يساوي الواحد، ثم نلاحظ الناتج عند التعويض ومن ثم نقول ان سرعته اكبر من هذا الناتج كما قال هو (قبل) ولا نعلم بكم من الزمان قبل.
تخلصّنا من المشكلة الأولى فلنلاحظ المشكلة الأخرى. ان قوله (يرتد) عام أيضاً فهو لم يحدّد عن أي شيء يرتد وكم بعده عن عين سليمان لنقوم بمقارنة سرعته مع سرعة الارتداد والتي هي سرعة الضوء. كلما كان الشيء أقرب إلى سليمان كلما ازداد الفارق بالسرع وكلما كان أبعد عن سليمان كلما قل هذا الفارق.
سنختار إذن مسافة معقولة فالذي يجلس في مجلس فغالباً ما يقع نظره على من يقابله من الأشخاص والأشياء ومتوسط النظر في مثل هذه الأحوال وبخاصة في الاجتماعات هو ثلاثة أمتار.
ولما كان البعد عن اليمن ء وتحديداً سبأ عاصمة الملكة هو بحدود (3000) كم فالمعنى هو ان آصف يأتي بالعرش من اليمن (3000 كم) قبل وصول الشعاع (الضوء) من مسافة
(3 م) إلى عين سليمان.
إذن فهو ينقله بأسرع من الضوء. ويمكننا حساب كم مرة أسرع من الضوء إذا افترضنا كما مرّ انه ينقله هذهِ المسافة بنفس زمن الارتداد لا قبله.
سرعة الضوء = 300.000 كم/ثانية
= 810 مرة
توضيح :
يتم ارتاد الضوء لمسافة 3 أمتار في زمن يساوي واحد من مائة مليون جزء من الثانية ء عشرة مرفوعة لقوة سالب ثمانية من الثانية ء إذن السرعة المطلوبة لقطع جسم مسافة 3000كلم في هذا الزمن تساوي ناتج قسمة المسافة على هذه السرعة 3000000م تقسيم عشرة مرفوعة لسالب ثمانية والناتج هو أن العرش تم نقله بسرعة 3 مضروب عشرة للقوة 8 أي أكبر من سرعة الضوء بعشرة للقوة ثمانية مائة مليون مرة)
إذن فهو ينقله بسرعة تفوق سرعة الضوء بمائة مليون مرّه عند التساوي ولكنه قال (قبل) وإذن فهو ينقله أسرع من هذا التقدير بكثير.
أما إذا افترضنا ان الارتداد عن أي شيء بلا تحديد وهو الأصحّ فليكن مثلاً ارتداد الشعاع عن يد سليمان (ع) نفسه إذ أعجبه ان ينظر إلى يده ففي هذه الحالة ترتفع سرعة الجلب ارتفاعاً آخر لعدة إضعاف قد تصل إلى آلفي مليون مرة أسرع من الضوء.
سرعة نقل الجاّن
لنفرض أن قيام سليمان سيستغرق ثانيتين فقط فالجاّن ينقل العرش قبل هذا الزمن:"قبل ان تقوم من مقامك".
والضوء يسير في ثانيتين مسافة هي 6 × 810 كم
ومسافة النقل هي 3000 كم، إذن فهو ينقله اقل من سرعة الضوء بعدد من المرات يمكن حسابه كما يلي:
= 3´10 3
إذن فهو ينقل العرش بسرعة اقل من سرعة الضوء بمأتي ألف مرة أو بسرعة 1500 كم/ثانية.
والفارق بين السرعتين هو حاصل ضرب مئة مليون وخمسين الفاً ويساوي:
15 × 1210 أي خمسة عشر ألف مليار مرّة.
ان هذا الفارق المهول هو بين اسرع ما يمكن من نقل الجان مع اقل ما يمكن من نقل آصف بحسب ما تدل عليه عبارة كلٍ منهما.
من المؤكد ان عفريت الجان قد طأطأ رأسه خجلاً بعد ان رأى عرضَ آصف وقد تحقق.
إذن فطريقة آصف في النقل مختلفة عن طريقة الجان، أنها بسرع غير مادية لا علاقة لها بقوانين الحركة.
اما طريقة الجان فهي طريقة مادية، ولما كانت الكتلة تزداد مع السرعة فان نقل العرش بهذه السرعة العالية 1500 كم/ثانية يجعله عرضة للإصابة أو الاصطدام أو الكسر، وهذا هو السبب الذي جعله يؤكد قائلاً"واني عليه لقويُّ أمين".
اما آصف فلم يحتجْ لمثل تلك العبارة لأن اسلوبه في النقل مختلف، فهو ينقله باسرع من الضوء بمأة مرّة ومثل هذه السرعة لا علاقة لها بقوانين الحركة التي نعرفها.
لقد أكد العلماء حديثاً على وجود سرع في الكون تلائم مساحته الشاسعة فالضوء يحتاج إلى مليون سنة للحركة من نجم إلى نجم آخر داخل المجرّة، لكنهم يعلمون أيضاً ان هذا شيء نظري فقط فليس لدينا ما ندرك به هذه السرع.
أن آصف لم ينتظر من سليمان (ع) إجابة عن العرض الذي قدمه. ان الموقف لا يحتاج إلى انتظار إجابة، فمن هو الأسرع في النقل هو الفائز.. هذا يعني ان الجان هو الآخر لم ينتظر إجابة فقد بدأ فوراً بالنقل وحينما قال العبارة وبدأ العمل لم يكن قد قطع عشر مسافة الذهاب حتى كان آصف قد جلب العرش فعلاً وحينما وصل اليمن بعد ثلثي الثانية لم يجد العرش فقفل راجعاً.
ولذلك فليس هناك زمن إضافي لذكر إجابة أو محاورة فإذا انتهى آصف من ذكر عباراته ولم يأتي بالعرش يكون قد اخلّ بالوعد الذي قطعه فجاء السياق القرآني معبّراً عن ذلك بقوله:
]...أنا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك فلمّا رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربيّ[
لأن هذا ما حدث بالفعل فقد تم النقل خلال نفس العبارة ومن المؤكد ان آصف لم يتحرك من موضعه، فلم يره سليمان (ع) هابطاً خلال نزوله على الأرض محدثاً صوتاً بل (مستقراً عنده) وهي العبارة التي تفيد ان النقل ليس مادياً اولاً ولا يستغرق زمناً مذكوراً ثانياً.
ان طريقة الجان مادية وحسب قوانين الحركة فان بلوغ السرعة قريباً من سرعة الضوء يجعل الكتلة بملايين الأطنان فتقوم بتدمير الموضع وتجعل العرش نفسه هباءً منثوراً وهذا هو التحديد الذي يزعج الجان من ان يزيد من السرعة ولذلك اضطر إلى تأكيد عاملين عامل القوة لزيادة الكتلة وعامل الأمان لاحتمال التهشّم:
"وأني عليه لقويّ أمين".
إن غايتنا من هذا الشرح هو التأكيد على إن آصف لم يتلفظ بالاسم الأعظم بأية هيئة، فلم يكن لديه الوقت الكافي لذلك.
ومن هنا نعلم إن تأثير الاسم الأعظم هو بمعرفته المتعلقة بالموجودات وليس بمعرفة ألفاظه.
من هو آصف؟ ان القرآن يشير إلى انه صاحب معرفة لكنها ليست معرفة إنسانية آتية من التجربة، انها معرفة إلهية:
"قال الذي عنده علمٌ من الكتاب".
إن عند آصف علم (من الكتاب)، لا علمَ الكتاب كله، وعليه فبإمكاننا إن ندرك القدرات التي يمتلكها من عنده علم الكتاب كله، اعني كلمات الشجرة المباركة والتي أولها في التكوين وآخرها في الظهور مشكاة النور الإلهي (محمد) رسول الله.. انتهى كلام النيلي ( رحمه الله )
وللموضوع بقية ........
aboujamil- عضو مجتهد
- المدينة : ouarzazat
العمر : 44
المهنة : ...............
عدد المساهمات : 64
نقاط : 111
تاريخ التسجيل : 22/02/2010
رد: قراءة جديدة لما توصل إليه نبي الله سليمان
لتأكيد اتصال نبي الله سليمان ( عليه السلام ) بتلك العوالم الخارجية الأخرى يستوجب أن يكون عنده آلية متطورة تفتقر إليها نازا الفضائية وغيرها وله من العلم ما نفتقده اليوم في عصرنا هذا وقد أثبت القرآن ذلك بتجربة علمية تؤكد ان هناك منافسة للسيطرة في وقت نبي الله سليمان وان هنالك قوى منافسة لقواه إذ أن القران لم يذكر أي جهة تنافسية لجبهة سليمان عليه السلام الا تلك الملكة التي أوتيت من كل شي ايضا {إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ }النمل23ً
أـ معنى العرش بشكله العام :
يقول الباحث أن الذي حدث من عملية نقل عرش بلقيس ما هو إلا إثبات للاستباق العلمي لنبي الله سليمان ( عليه السلام ) ومؤسسته العلمية آنذاك وخير دليل على ذلك هو لفظة العرش فلو تتبع القارئ الكريم دلالة هذه اللفظة لتبين له صدق كلامنا فلفظةالعرش ايضا لم تنجو من تخريجات القوم الاعتباطية فقد قالوا : ء العرش في الأصل: شيء مسقف، وجمعه عروش. قال تعالى: ( وهي خاوية على عروشها) [البقرة/259]، ومنه قيل: عرشت الكرم وعرشته: إذا جعلت له كهيئة سقف، وقد يقال لذلك المعرش. قال تعالى: (معروشات وغير معروشات) [الأنعام/141]، (ومن الشجر ومما يعرشون) [النحل/68]، (وما كانوا يعرشون) [الأعراف/137]. قال أبو عبيدة (راجع: مجاز القرآن 1/227) : يبنون، واعترش العنب: ركب عرشه، والعرش: شبه هودج للمرأة شبيها في الهيئة بعرش الكرم، وعرشت البئر: جعلت له عريشا. وسمي مجلس السلطان عرشا اعتبارا بعلوه. قال: (ورفع أبويه على العرش) [يوسف/100]، (أيكم يأتيني بعرشها) [النمل/38]، (نكروا لها عرشها) [النمل/41]، (أهكذا عرشك) [النمل/42]،
وكني به عن العز والسلطان والمملكة، قيل: فلان ثل عرشه.
نقول : ان العرش هو ما يميز الملك من القدرة والعلم الذي من خلاله يبسط هيمنته ونفوذه على غيره وفيه كل شي يخص المملكة والعرش هو مصدر حركة المملكة انظر قوله تعالى ( وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ ) فتُقرّر (من) هنا اتجاهات الحركة، إذ لو قال (حول العرش) وليس (من حول العرش) لكان مصدر حركتهم خارجياً ويحتاج إلى تسلسل آخر غير (حف). لكنهم حافين (منه حوله) فالعرش مركــز الحركة.
والأصل في لفظة ( العرش ) : هو القوام الذي يمد الشيء بالبقاء أو يُستمَدُّ منه أمرٌ أو شأنٌ من شؤون البقاء والديمومة. (القاموس وكذلك التبيان 3/321). فهو مجموعة من القوانين والأنظمة التي تمنح المملكة البقاء والديمومة ، وقوله تعالى (ومن الشجر ومما يعرشون) [النحل/68]، (وما كانوا يعرشون) [الأعراف/137]. لا يعني كما تقدم ( يبنون ) بل ما يسعون إليه من التوصل إلى القدرات المتشعبة وسنبين هذه الفكرة أكثر انظر أخي القارئ قوله تعالى ( وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ [الأعراف : 137] فلقد بين النص شمولية التدمير عندما قال ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه إذ يلزم هذا التدمير كل نتاج أنتجه فرعون وقومه كما إن المنهج يلاحظ دلالة هذه اللفظة ( يعرشون ) بوضوح و يعتبر الاستعمال القراني لهذه اللفظة واحد وبنفس الطريقة وتعني عندنا التشعب العلمي أي القدرات العالية لدى فرعون وقومه وهذه إشارة خطيرة توحي لنا إن فرعون وقومه كانوا متطورون بالصناعة ولهم أهداف مستمرة بتطوير صناعتهم من خلال تشعب قدرتهم الملتصقة بالزمن .
و رب سائل يسأل إنكم قلتم في هذه اللفظة وحسب الاية الكريم : وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ [الأعراف : 137] إن دلالة يعرشون تعني القدرات العالية والمتشعبة لفرعون وقومه والتدمير المشار اليه في الاية شمل هذا ايضا ، فمن حقنا ان نعرف دلالة نفس هذه اللفظة في قوله تعالى : وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ [النحل : 68] ؟
نقول لقد تقدم معنى هذه اللفظة من قبل المفسرين وقالوا تعني الابنية ونحن نختلف مع هذا التفسير كل الاختلاف وسنبين سبب اختلافنا بل نحن من يشكل على السائل نفسه ونقول ان النحل اتخذ بيوتاً غير الجبال والشجر وضّمن آلنص هذا الاتخاذ بمادة لفضية اخرى اسماها الصنع وسيستغرب القارئ ويستنكر هذا القول إذ إن هكذا قول غير موجود في النص القرآني ولكننا نجزم به ونعتبره مما تم كشفه وفق المنهج اللفظي للقران (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ [المؤمنون : 27]
فهل ينكر احد إن النحل غير موجود في سفينة نوح عليه السلام الم يقل النص (فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) فلماذا إذاً لم يقل وما كانوا يصنعون بدل ما كانوا يعرشون ؟
لعل اغلب الناس لا يعرفون هذا المخلوق المسمى بالنحل وفي اغلب الأحيان ما تكلموا عن طبيعته كمعيشته ونظامه الاجتماعي والاقتصادي ومصانع العسل الذي يتم تصنيعه في داخل بطون شغالات النحل ولم يتوصل العلم إلى حد الآن من اكتشاف طريقة هذا التصنيع ، ولكن نحن نرى وفق ما قدمنا من لفظة يعرشون ان هنالك شي لم يكتشف بعد بخصوص هذا المخلوق النحل الذي حظي باهتمام بالغ من قبل النص القرآني والنبوي حتى إن سورة كاملة سميت باسمه في القران الكريم ، فهذا المخلوق عنده استعداد تام إلى إن يستثمر كل ما يتوصل إليه الإنسان من تطور ورقي وتشعب في العلوم وهذا معنى قوله تعالى (وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) ، فقد أكّد فريق فرنسي من علماء البيئة، لدي مركز دراسات السلوك الفطري عند الحيوانات، في خبر نشرته جريدة " الطبيعة أنّه على الرغم من أنّ النحل يملك جهازاً عصبياً بسيط للغاية إلاّ أنّه بإمكانه أن يستوعب ويدرك الأشكال المرئية تماماً كما يفعله الإنسان وغيره من الحيوانات الذكية .
ب ـ حملة العرش :
وبقي شيء لم نبيّنه وهو أن لعرش الله تعالى حملة كما ورد في قوله تعالى ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
وكذلك قوله تعالى: وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة : 17] .وقد اثبت المأثور تعريف حملة عرش الله تعالى كما ورد في كتاب الكافي للشيخ الكليني رحمه الله :
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَ الْعَرْشُ الْعِلْمُ ثَمَانِيَةٌ أَرْبَعَةٌ مِنَّا وَ أَرْبَعَةٌ مِمَّنْ شَاءَ اللَّهُ .
وعلى ما تقدم نتساءل هل لعرش بلقيس حملة ؟
ان المنهج يعتقد ان هنالك حملة لعرش بلقيس وهم غيرها ونحسبهم القادة في مملكتها المتنفذون في الأوامر والنواهي وهم وزرائها الذين طلبت منهم المشورة عندما القي اليها كتاب نبي الله سليمان عليه السلام كما يصفهم النص القرآني بـ (الملأ ) ( قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ{29}
قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ{32
انظر إلى موارد لفظة الملأ في القران الكريم ودلالتها اللفظية الواضحة والتي تعني مجموعة صغيرة متنفذة ومتحكمة بالجمع العام او انها تمثل الواجهة الاجتماعية للمجتمع وكما يسمون قيادات قريش من قبل بأشراف قريش :
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ [البقرة : 246]
قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ [الأعراف : 60]
قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ [الأعراف : 66]
قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ [الأعراف : 75]
أرجو أن تركز أخي القارئ على هذه الآية الكريمة وتلاحظها بانتباه شديد النكات المثارة فيها :
وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ [يونس : 88]
فهل تعتقد عزيزي القارئ ان نبي الله موسى عليه السلام يدعو على سائر قوم فرعون ؟ ان المنهج اللفظي يأبى الاعتقاد بذلك بل يعتقد ان تخصيص هذه اللفظة لقيادة فرعون فقط والدعوة التي صدرت من نبي الله موسى عليه السلام شملت فرعون وقادته فهم خواصه الذين يمثلون القيادات السياسية والاقتصادية والدينية وهؤلاء حرضوا على نبي الله موسى عليه السلام وهذا التحريض والتآمر لا تبرئ منه المؤسسة الدينية آنذاك التي أخافها موسى عليه السلام بدعوته السماوية ولم يجدوا بداً من ان يتخلصوا منه انظر وتأمل النص كيف يكشفهم .
وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ [الأعراف : 127]
ولا اعتقد ان مضامين هذا النص تخفى على القارئ اللبيب فهي والله جلية وواضحة كوضوح الشمس وكيف لا ونحن نعيشها اليوم ونتذوق مرارتها فما يجري اليوم قد جرى على الضعفاء من قبل ، فلا تتصور ان فرعون يخطو هكذا خطوة في ان يقتّل او يستحي نساء بني اسرائيل من غير غطاء شرعي أي انه استحصل على شرعية هذا العمل من نفس مؤسسته الدينية فقد باركوا عمله لذلك تراه في نشوة الزهو (وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ) ولك ان تكشفهم اكثر من خلال تشويه دعوة موسى عليه السلام فطالما سعت هذه المؤسسة بأتهام كل من ياتيهم ببطلان عملهم فهي مطالبة في ابطال دعاوي المدعين لذلك تراها تتخذ خطوات ثابتة على مدار التأريخ فعندما تبدا المناظرات يعمدوا الى تكذيب صاحب الدعوى ويتهمونه بالكذب والضلال المبين ولكن بعد ان رأوا المعجزات التي جرت على يديه لم يبقى لهم الى ان يتهموه بالسحر وهذا الاتهام تكرر باكثر من موضع .
قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ [الأعراف : 109]
قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ [الشعراء : 34]
قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى [طه : 63]
فمن هؤلاء الذين يتهمون موسى وهارون عليهم السلام بهذا الاتهام وهل يعتقد البعض ان النص أهملهم ! ان النص لم يهمل هكذا قيادات بل بينها باسمائها انظر واكتشف عزيزي القارئ من هم المتآمرين على موسى وهارون عليهم السلام .
إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ [غافر : 24]
واني لأترك البحث في تبيان هؤلاء الشخوص ودورهم وما يمثلونه من قيادات وأدوار الى ملكة القارئ الكريم بعد أن ألمحت إليه وكي لا يخرج بحثنا عن مساره.
الفرق بين عرش الله تعالى وعروش الآخرين
هناك فرق كبير بين عرش الله تعالى وعروش الملوك الآخرين فالله عز وجل لم يخلق العرش لحاجة إليه بل ان بقاء العرش وديمومته مستمدة من الله تعالى على خلاف العروش الاخرى وكما ورد عن الإمام الرضا عليه السلام ( لم يخلق الله العرش لحاجة به إليه ، لأنه غني عن العرش وعن جميع ما خلق، لا يوصف بالكون على العرش لأنه ليس بجسم، تعالى الله عن صفة خلقه علواً كبيرا . وفي حديث آخر أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا عليه السلام فأستأذنته فأذن لي، فدخل فسأله عن الحلال والحرام ثم قال له: أفتقرُّ أن الله محمول؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : كل محمول للمفعول مضاف ، إلى غيره محتاج ، والمحمول اسم نقص في اللفظ والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة ، وكذلك قول القائل: فوق وتحت وأعلا وأسفل ، وقد قال الله: وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ، ولم يقل في كتبه إنه المحمول ، بل قال: إنه الحامل في البر وبالبحر والممسك السماوات والأرض أن تزولا ، والمحمول ما سوى الله ، ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه: يا محمول !
أما الأخير ونقصد به صاحب العرش الدنيوي نجد أن عرشه يحمله ويحميه ويمنع عنه المتآمرين لذلك نرى إن القادة اللذين يحملون عرش بلقيس يصفون أنفسهم بالقوة والبأس الشديد (َقالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ ) ولو سال القارئ الكريم من أين أتتهم هذه القوة ؟ سنقول له إنها مأخوذة من العرش نفسه فالعرش يعني القوانين والأنظمة التي يتحكم فيها نفس هؤلاء القادة بعد تنصيبهم من قبل الملك فيحملهم هذا القانون على غيرهم بعد التلاعب به لأنهم لم يلتزموا به ولم يخضعوا له أصلاً .
إذن لو كان العرش يقتصر معناه كما يزعم الاعتباط على انه ذلك الكرسي الذي يجلس عليه الملك فسنطالبهم في أن يبينوا لنا قوله تعالى بخصوص ما ورد عن يوسف عليه السلام (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ) فكيف يسع هذا العرش يوسف وأبويه وإخوته فهل أي أهل الاعتباط سيقولون كان من الحجم بحيث يسع هؤلاء كلهم !!؟ أما نحن فنقول إن هذا الرفع معنوي وليس بمادي فلقد رفع منزلتهم ومقامهم على العرش لان هذا العرش ليس ليوسف عليه السلام بل هو عرش الملك في وقت يوسف عليه السلام وبما إن يعقوب وأبناءه يدينون بدين غير دين الملك فلا يجوز أن يحكمهم قانون ونظام ( العرش ) الملك ولا يجوز ذلك فمقامهم ارفع من أن يخضعون لهذا العرش ، ألا ترى عزيزي القارئ قوله تعالى {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }يوسف 76
لذلك نجد يوسف عليه السلام عندما أراد أن يأخذ أخوه لم يعمل بنظام وقانون الملك بل حاكم إخوته بنفس دينهم ولم يرجع إلى ذلك القانون الملكي فترك الحكم إليهم وبحسب شريعتهم لأنه يعلم إن أخوته لا يرتضون إلا بدينهم فـ {قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ }يوسف75
هذا مجرد تمهيد للقارئ وتهييئه لما سيأتي بعده ، والأهم، أن أكون قد حفزت لدى باقي الأعضاء والزوار الإهتمام بالبحث والتقصي في مشارب مختلفة من المعارف الإنسانية ..
وللموضوع بقية......
أـ معنى العرش بشكله العام :
يقول الباحث أن الذي حدث من عملية نقل عرش بلقيس ما هو إلا إثبات للاستباق العلمي لنبي الله سليمان ( عليه السلام ) ومؤسسته العلمية آنذاك وخير دليل على ذلك هو لفظة العرش فلو تتبع القارئ الكريم دلالة هذه اللفظة لتبين له صدق كلامنا فلفظةالعرش ايضا لم تنجو من تخريجات القوم الاعتباطية فقد قالوا : ء العرش في الأصل: شيء مسقف، وجمعه عروش. قال تعالى: ( وهي خاوية على عروشها) [البقرة/259]، ومنه قيل: عرشت الكرم وعرشته: إذا جعلت له كهيئة سقف، وقد يقال لذلك المعرش. قال تعالى: (معروشات وغير معروشات) [الأنعام/141]، (ومن الشجر ومما يعرشون) [النحل/68]، (وما كانوا يعرشون) [الأعراف/137]. قال أبو عبيدة (راجع: مجاز القرآن 1/227) : يبنون، واعترش العنب: ركب عرشه، والعرش: شبه هودج للمرأة شبيها في الهيئة بعرش الكرم، وعرشت البئر: جعلت له عريشا. وسمي مجلس السلطان عرشا اعتبارا بعلوه. قال: (ورفع أبويه على العرش) [يوسف/100]، (أيكم يأتيني بعرشها) [النمل/38]، (نكروا لها عرشها) [النمل/41]، (أهكذا عرشك) [النمل/42]،
وكني به عن العز والسلطان والمملكة، قيل: فلان ثل عرشه.
نقول : ان العرش هو ما يميز الملك من القدرة والعلم الذي من خلاله يبسط هيمنته ونفوذه على غيره وفيه كل شي يخص المملكة والعرش هو مصدر حركة المملكة انظر قوله تعالى ( وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ ) فتُقرّر (من) هنا اتجاهات الحركة، إذ لو قال (حول العرش) وليس (من حول العرش) لكان مصدر حركتهم خارجياً ويحتاج إلى تسلسل آخر غير (حف). لكنهم حافين (منه حوله) فالعرش مركــز الحركة.
والأصل في لفظة ( العرش ) : هو القوام الذي يمد الشيء بالبقاء أو يُستمَدُّ منه أمرٌ أو شأنٌ من شؤون البقاء والديمومة. (القاموس وكذلك التبيان 3/321). فهو مجموعة من القوانين والأنظمة التي تمنح المملكة البقاء والديمومة ، وقوله تعالى (ومن الشجر ومما يعرشون) [النحل/68]، (وما كانوا يعرشون) [الأعراف/137]. لا يعني كما تقدم ( يبنون ) بل ما يسعون إليه من التوصل إلى القدرات المتشعبة وسنبين هذه الفكرة أكثر انظر أخي القارئ قوله تعالى ( وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ [الأعراف : 137] فلقد بين النص شمولية التدمير عندما قال ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه إذ يلزم هذا التدمير كل نتاج أنتجه فرعون وقومه كما إن المنهج يلاحظ دلالة هذه اللفظة ( يعرشون ) بوضوح و يعتبر الاستعمال القراني لهذه اللفظة واحد وبنفس الطريقة وتعني عندنا التشعب العلمي أي القدرات العالية لدى فرعون وقومه وهذه إشارة خطيرة توحي لنا إن فرعون وقومه كانوا متطورون بالصناعة ولهم أهداف مستمرة بتطوير صناعتهم من خلال تشعب قدرتهم الملتصقة بالزمن .
و رب سائل يسأل إنكم قلتم في هذه اللفظة وحسب الاية الكريم : وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ [الأعراف : 137] إن دلالة يعرشون تعني القدرات العالية والمتشعبة لفرعون وقومه والتدمير المشار اليه في الاية شمل هذا ايضا ، فمن حقنا ان نعرف دلالة نفس هذه اللفظة في قوله تعالى : وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ [النحل : 68] ؟
نقول لقد تقدم معنى هذه اللفظة من قبل المفسرين وقالوا تعني الابنية ونحن نختلف مع هذا التفسير كل الاختلاف وسنبين سبب اختلافنا بل نحن من يشكل على السائل نفسه ونقول ان النحل اتخذ بيوتاً غير الجبال والشجر وضّمن آلنص هذا الاتخاذ بمادة لفضية اخرى اسماها الصنع وسيستغرب القارئ ويستنكر هذا القول إذ إن هكذا قول غير موجود في النص القرآني ولكننا نجزم به ونعتبره مما تم كشفه وفق المنهج اللفظي للقران (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ [المؤمنون : 27]
فهل ينكر احد إن النحل غير موجود في سفينة نوح عليه السلام الم يقل النص (فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) فلماذا إذاً لم يقل وما كانوا يصنعون بدل ما كانوا يعرشون ؟
لعل اغلب الناس لا يعرفون هذا المخلوق المسمى بالنحل وفي اغلب الأحيان ما تكلموا عن طبيعته كمعيشته ونظامه الاجتماعي والاقتصادي ومصانع العسل الذي يتم تصنيعه في داخل بطون شغالات النحل ولم يتوصل العلم إلى حد الآن من اكتشاف طريقة هذا التصنيع ، ولكن نحن نرى وفق ما قدمنا من لفظة يعرشون ان هنالك شي لم يكتشف بعد بخصوص هذا المخلوق النحل الذي حظي باهتمام بالغ من قبل النص القرآني والنبوي حتى إن سورة كاملة سميت باسمه في القران الكريم ، فهذا المخلوق عنده استعداد تام إلى إن يستثمر كل ما يتوصل إليه الإنسان من تطور ورقي وتشعب في العلوم وهذا معنى قوله تعالى (وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) ، فقد أكّد فريق فرنسي من علماء البيئة، لدي مركز دراسات السلوك الفطري عند الحيوانات، في خبر نشرته جريدة " الطبيعة أنّه على الرغم من أنّ النحل يملك جهازاً عصبياً بسيط للغاية إلاّ أنّه بإمكانه أن يستوعب ويدرك الأشكال المرئية تماماً كما يفعله الإنسان وغيره من الحيوانات الذكية .
ب ـ حملة العرش :
وبقي شيء لم نبيّنه وهو أن لعرش الله تعالى حملة كما ورد في قوله تعالى ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
وكذلك قوله تعالى: وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة : 17] .وقد اثبت المأثور تعريف حملة عرش الله تعالى كما ورد في كتاب الكافي للشيخ الكليني رحمه الله :
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَ الْعَرْشُ الْعِلْمُ ثَمَانِيَةٌ أَرْبَعَةٌ مِنَّا وَ أَرْبَعَةٌ مِمَّنْ شَاءَ اللَّهُ .
وعلى ما تقدم نتساءل هل لعرش بلقيس حملة ؟
ان المنهج يعتقد ان هنالك حملة لعرش بلقيس وهم غيرها ونحسبهم القادة في مملكتها المتنفذون في الأوامر والنواهي وهم وزرائها الذين طلبت منهم المشورة عندما القي اليها كتاب نبي الله سليمان عليه السلام كما يصفهم النص القرآني بـ (الملأ ) ( قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ{29}
قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ{32
انظر إلى موارد لفظة الملأ في القران الكريم ودلالتها اللفظية الواضحة والتي تعني مجموعة صغيرة متنفذة ومتحكمة بالجمع العام او انها تمثل الواجهة الاجتماعية للمجتمع وكما يسمون قيادات قريش من قبل بأشراف قريش :
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ [البقرة : 246]
قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ [الأعراف : 60]
قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ [الأعراف : 66]
قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ [الأعراف : 75]
أرجو أن تركز أخي القارئ على هذه الآية الكريمة وتلاحظها بانتباه شديد النكات المثارة فيها :
وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ [يونس : 88]
فهل تعتقد عزيزي القارئ ان نبي الله موسى عليه السلام يدعو على سائر قوم فرعون ؟ ان المنهج اللفظي يأبى الاعتقاد بذلك بل يعتقد ان تخصيص هذه اللفظة لقيادة فرعون فقط والدعوة التي صدرت من نبي الله موسى عليه السلام شملت فرعون وقادته فهم خواصه الذين يمثلون القيادات السياسية والاقتصادية والدينية وهؤلاء حرضوا على نبي الله موسى عليه السلام وهذا التحريض والتآمر لا تبرئ منه المؤسسة الدينية آنذاك التي أخافها موسى عليه السلام بدعوته السماوية ولم يجدوا بداً من ان يتخلصوا منه انظر وتأمل النص كيف يكشفهم .
وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ [الأعراف : 127]
ولا اعتقد ان مضامين هذا النص تخفى على القارئ اللبيب فهي والله جلية وواضحة كوضوح الشمس وكيف لا ونحن نعيشها اليوم ونتذوق مرارتها فما يجري اليوم قد جرى على الضعفاء من قبل ، فلا تتصور ان فرعون يخطو هكذا خطوة في ان يقتّل او يستحي نساء بني اسرائيل من غير غطاء شرعي أي انه استحصل على شرعية هذا العمل من نفس مؤسسته الدينية فقد باركوا عمله لذلك تراه في نشوة الزهو (وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ) ولك ان تكشفهم اكثر من خلال تشويه دعوة موسى عليه السلام فطالما سعت هذه المؤسسة بأتهام كل من ياتيهم ببطلان عملهم فهي مطالبة في ابطال دعاوي المدعين لذلك تراها تتخذ خطوات ثابتة على مدار التأريخ فعندما تبدا المناظرات يعمدوا الى تكذيب صاحب الدعوى ويتهمونه بالكذب والضلال المبين ولكن بعد ان رأوا المعجزات التي جرت على يديه لم يبقى لهم الى ان يتهموه بالسحر وهذا الاتهام تكرر باكثر من موضع .
قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ [الأعراف : 109]
قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ [الشعراء : 34]
قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى [طه : 63]
فمن هؤلاء الذين يتهمون موسى وهارون عليهم السلام بهذا الاتهام وهل يعتقد البعض ان النص أهملهم ! ان النص لم يهمل هكذا قيادات بل بينها باسمائها انظر واكتشف عزيزي القارئ من هم المتآمرين على موسى وهارون عليهم السلام .
إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ [غافر : 24]
واني لأترك البحث في تبيان هؤلاء الشخوص ودورهم وما يمثلونه من قيادات وأدوار الى ملكة القارئ الكريم بعد أن ألمحت إليه وكي لا يخرج بحثنا عن مساره.
الفرق بين عرش الله تعالى وعروش الآخرين
هناك فرق كبير بين عرش الله تعالى وعروش الملوك الآخرين فالله عز وجل لم يخلق العرش لحاجة إليه بل ان بقاء العرش وديمومته مستمدة من الله تعالى على خلاف العروش الاخرى وكما ورد عن الإمام الرضا عليه السلام ( لم يخلق الله العرش لحاجة به إليه ، لأنه غني عن العرش وعن جميع ما خلق، لا يوصف بالكون على العرش لأنه ليس بجسم، تعالى الله عن صفة خلقه علواً كبيرا . وفي حديث آخر أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا عليه السلام فأستأذنته فأذن لي، فدخل فسأله عن الحلال والحرام ثم قال له: أفتقرُّ أن الله محمول؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : كل محمول للمفعول مضاف ، إلى غيره محتاج ، والمحمول اسم نقص في اللفظ والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة ، وكذلك قول القائل: فوق وتحت وأعلا وأسفل ، وقد قال الله: وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ، ولم يقل في كتبه إنه المحمول ، بل قال: إنه الحامل في البر وبالبحر والممسك السماوات والأرض أن تزولا ، والمحمول ما سوى الله ، ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه: يا محمول !
أما الأخير ونقصد به صاحب العرش الدنيوي نجد أن عرشه يحمله ويحميه ويمنع عنه المتآمرين لذلك نرى إن القادة اللذين يحملون عرش بلقيس يصفون أنفسهم بالقوة والبأس الشديد (َقالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ ) ولو سال القارئ الكريم من أين أتتهم هذه القوة ؟ سنقول له إنها مأخوذة من العرش نفسه فالعرش يعني القوانين والأنظمة التي يتحكم فيها نفس هؤلاء القادة بعد تنصيبهم من قبل الملك فيحملهم هذا القانون على غيرهم بعد التلاعب به لأنهم لم يلتزموا به ولم يخضعوا له أصلاً .
إذن لو كان العرش يقتصر معناه كما يزعم الاعتباط على انه ذلك الكرسي الذي يجلس عليه الملك فسنطالبهم في أن يبينوا لنا قوله تعالى بخصوص ما ورد عن يوسف عليه السلام (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ) فكيف يسع هذا العرش يوسف وأبويه وإخوته فهل أي أهل الاعتباط سيقولون كان من الحجم بحيث يسع هؤلاء كلهم !!؟ أما نحن فنقول إن هذا الرفع معنوي وليس بمادي فلقد رفع منزلتهم ومقامهم على العرش لان هذا العرش ليس ليوسف عليه السلام بل هو عرش الملك في وقت يوسف عليه السلام وبما إن يعقوب وأبناءه يدينون بدين غير دين الملك فلا يجوز أن يحكمهم قانون ونظام ( العرش ) الملك ولا يجوز ذلك فمقامهم ارفع من أن يخضعون لهذا العرش ، ألا ترى عزيزي القارئ قوله تعالى {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }يوسف 76
لذلك نجد يوسف عليه السلام عندما أراد أن يأخذ أخوه لم يعمل بنظام وقانون الملك بل حاكم إخوته بنفس دينهم ولم يرجع إلى ذلك القانون الملكي فترك الحكم إليهم وبحسب شريعتهم لأنه يعلم إن أخوته لا يرتضون إلا بدينهم فـ {قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ }يوسف75
هذا مجرد تمهيد للقارئ وتهييئه لما سيأتي بعده ، والأهم، أن أكون قد حفزت لدى باقي الأعضاء والزوار الإهتمام بالبحث والتقصي في مشارب مختلفة من المعارف الإنسانية ..
وللموضوع بقية......
aboujamil- عضو مجتهد
- المدينة : ouarzazat
العمر : 44
المهنة : ...............
عدد المساهمات : 64
نقاط : 111
تاريخ التسجيل : 22/02/2010
رد: قراءة جديدة لما توصل إليه نبي الله سليمان
تنكير أم تشفير عرش بلقيس ؟
{قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ }النمل41
يضيف الباحث: إذن إن عرش ملكة سبأ كان يمثل كل ما تملكه هذه المملكة من تقنيات وبرامج علمية ولا يخفى علينا إن بلقيس كانت تمتلك علوم معينة بشهادة نبي الله سليمان عليه السلام نفسه كما في النص التالي (وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ }النمل42 . وبشهادة الهدهد ( وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ }النمل 23 فأن كان عرشها بهذه الخطورة فيجب إن يشفر وهذه الشفرة هي من يمتلكها ويتحكم بها فنكروا لها عرشها يعني تغيير التعريف لهذا العرش وعندنا اليوم أمثلة كثيرة على هذا الافتراض وكما هو الحال بعروش الظالمين وخذ مثلا أمريكا تكمن قوتها بحقيبة تتحكم بكل المفاعل النووية من صواريخ حاملة للرؤوس النووية وغيرها تصور عزيزي القارئ فالأمر لا يعدون ان يكون غير ذلك فان علوم مملكة سبأ أتخذت اتجاهاً خطراً جداً وراحة تبحث في الفضاء وتريد ان تمارس عملية التفرد والإخفاء والإقصاء للغير لدلالة قول الهدهد لسليمان عليه السلام وكانت التفاتة منه في غاية الروعة {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }النمل25
ثم وانظروا كيف يخاطب هذا الهدهد أعظم ملك في الأرض، بلا إحساس بالذل أو المهانة، ليس كما يفعل ملوك اليوم لا يتكلم معهم أحد إلا ويجب أن تكون علامات الذل ظاهرة عليه .
فعلى أي شيء كانت تبحث بلقيس في الفضاء الخارجي ولماذا لم تستسلم في بادئ الأمر مع سليمان عليه السلام الا بعد ان دخلت إلى ذلك الصّرح المتعلق بالفضاء كما سيأتيك بيانه إن شاء الله تعالى {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }النمل44
نعود الى موضوعنا فعملية تنكير العرش تعني تغيير الشفرة المتحكمة بالعرش أو الآلة كما افترضنا سابقاً فالتشفير Le cryoptage هو السبيل إلى حماية المعلومات الخاصة بمملكة سبأ، وكما نعرف ان تم استبدال التشفير فهذا يعني إنها لا تعرف الطريقة الجديدة التي تم استخدامها لحماية هذه المعلومات من قبل نبي الله سليمان عليه السلام ولن تتمكن من محاكاتها أو إلغاء حمايتها، فمن الصعب تحديد المعنى دون الحصول على المفتاح أو المفاتيح الملائمة اللازمة لفك الشفرة ، فقول نبي الله سليمان عليه السلام (نظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ) يعني تتوصل الى تشغيل هذه الالة من جديد ولا يعني الاهتداء إلى الله تعالى وموارد الاهتداء كثيرة ودلالتها واضحة جدا ومنها قوله تعالى {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ }النحل16.
ولما جاءت ومثلت بين يدي سليمان بدأ الاختبار لإمكانياتها { فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ }النمل42 فعندما عرض عليها عرشها وقالت كأنه هو كانت مستغربة لأنها حاولت الدخول اليه ولم تهتدي فقد كان عصياً عليها وذلك بعد التنكير ، وهذه من العلوم التي سبق بها سليمان عليه السلام بلقيس (وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ) ولكن هذا الامر لم يثيرها الى درجة ان تـُسلم مع سليمان عليه السلام بل يتضح من خلال التأمل في النص انها لم ترعى أي اهتمام الى قضية نقل عرشها ونلاحظ النص انتقل من مرحلة العرش الى الصرح ثم اخذ النقاش بعداً اخر فأنتقل من التحكم بالاشياء الارضية الى التحكم بقضايا كانت تخضع لها بالعبودية فالذي اثار ملكة سبأ ما حدث في ذلك الصّرح بعد ان أمرت بان تدخله فما هذا الصرح ؟
جاء في بعض كتب اللغة أنّ الصّرح: هو القصر، وكل بناء عالٍ مشرف. ولكننا نسأل لماذا سُمي القصرُ قصرا في القرآن، ولماذا سمي الصّرحُ صرحاً في نفس القران ؟
وقد وردت كلمة الصرح في القرآن الكريم أربع مرّات؛ في سورة النمل عند الحديث عن سليمان، عليه السلام، وملكة سبأ، وفي سورة القصص وغافر.
وإنّ الحل القصدي يدعونا إلى إعادة النظر في فهم لفظة الصّرح التي وردت في سورة النمل كي لا نقع في تضليل الاعتباط : ( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [النمل : 44]
فقد كانت ملكة سبأ ممن يسجد للشمس ، كما صرّحت الآيات الكريمة، وهذا يشير إلى اهتمام ملكة سبأ بالعلوم الفلكية ولكن أرجو ان يلاحظ القارئ هذه الايات الثلاث ففيها دلالة جميلة على مناقشة سليمان عليه السلام لملكة سبأ وما يتعلق بمعتقداتها فهذا النص يحتاج ان نقف عليه لنتبين ما الذي جرى آنذاك .
فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ{42} وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ{43} قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{44}
لقد وجدنا ملكة سبأ تصرّ على دينها القديم ، حتى عندما تجلّت أمامها معجزة إحضار العرش وتنكيره فهي حسبت هذا الامر طبيعي ولم تعبأ به فجاء النص موضحاً صدودها وعدم اسلامها ( وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ{43} ، فكان لا بد من مناقشتها في عقيدتها من قبل نبي الله سليمان عليه السلام ، وتعريفها بحقيقة الشمس والأفلاك التي تعبدها.
من هنا نفهم ان الصرح مرتبط بالفضاء وأن دخولها للصرح هو دخولٌ للمرصد الزجاجي الضخم، وذلك من أجل تعريفها بواقع الفضاء والاجرام السماوية، ومناقشتها في عقيدتها فلا يعقل ان نبي الله سليمان عليه السلام لم يناقشها فهي مُهيّأة لمثل هذا العلم: " قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ... وهنا أدخلت وهي مأمورة بعد عملية التنكير للعرش وهذا يوضح لنا كم كان النقاش محتدم مع ملكة سبأ وكم كانت رافضة للإسلام ... فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِير..". نعم هو شفّاف وخالص من الشوائب، فهو إذن وكما نسميه اليوم مرصد فضائي ولكنه متطور جداً ، ويبدو أنّ عظمة هذا المرصد تتجلّى في انعكاس الأجرام السماويّة في قاعدته الزجاجيّة، وظهر ذلك في ردّة فعل ملكة سبأ، عندما كشفت عن ساقيها. ولا ندري كم استغرق من الوقت وجود ملكة سبأ داخل المرصد، لأنّ هذا التواجد هو الذي جعلها تُعلن إسلامها: " قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ". ويبدو أنّه قد تمّ تعريفها بحقيقة العالم الفضائي وحقيقة الاجرام السماوية، التي كانت تعبد من دون الله. ولا شك أنّ هذه النقلة في المعارف ساعدتها على النقلة العقائدية.
وتسمية المرصد صرحاً صريحة الدلالة إذا عرفنا دلالة الحروف وفق اللغة الموحد .
الصاد : تحويل الحركة المستقرة إلى حركة لها القدرة على التطور والتشكل لمواجهة أي طارئ على الحركة.
الراء : الراء تكرار منظم واستحضار لجميع الحركات
الحاء: تكبير الحركة إلى أقصى حد ممكنٍ
ان دلالة الحروف تشير الى ان هذا الصّرح متطور جدا بحيث يشكل صور الاجرام السماوية ويستحضرها ومن ثم يكبرها الى درجة وجدت ملكة سبأ نفسها في مكان آخر كأنها في عالم اخر فهذا الصرح يكشف، ويُجلّي، ويُظهر، لإنّه مصنوع بشكل يفوق قدراتنا بحيث يتجاوز معوقات التلسكوبات من حجب الغازات والغبار ، فنحن نعرف ان العلم في يومنا هذا لا يتصور هكذا رقي علمي مع احدث ما توصلوا اليه من تقنية علمية فاليوم وكالة الفضاء ناسا في احدث مشروع لها اطلقت مرصد فضائي تبلغ كلفته بليوني دولار ويستطيع أن يدرس التاريخ المبكر للكون ، ويأتي هذا الجهد ليسلك الطريق الذي سبق أن سلكته ثلاثة مراصد أخرى شهيرة هي مراصد "هبل"، و"تشاندرا" و"كومبتون".
وسيقوم المرصد المعروف باسم، "منشأة التلسكوب الفضائية العاملة بواسطة الأشعة ما تحت الحمراء"، بالتقاط طاقة الأشعة ما تحت الحمراء (الحرارة) التي تصدرها النجوم، والمجرات والكواكب.
فهذه المحاولة غايتها ان تساعد علماء الفلك في أن يدرسوا أشياء باردة وبعيدة مخفية وراء حجب من الغازات والغبار والتي لا يمكن التقاطها بواسطة التلكسوبات التي تلتقط الضوء المرئي ، ولكن يجدر الإشارة إلى الفرق بين نتاج وكالة الفضاء ناسا ونتاج نبي الله سليمان عليه السلام ولا نعلم الحقائق التي كشفها الى ملكة سبأ في تلك المناظرة داخل الصرح هل كشف لها عن الأشياء التي تبحث عنها !؟
وللموضوع بقية......
aboujamil- عضو مجتهد
- المدينة : ouarzazat
العمر : 44
المهنة : ...............
عدد المساهمات : 64
نقاط : 111
تاريخ التسجيل : 22/02/2010
رد: قراءة جديدة لما توصل إليه نبي الله سليمان
من القرآن الكريم نعلم أنه هنالك صنفان من الخلق مكلفان : الثقلان حسب التفاسير المعتمدة " هما الإنس والجن كما في قوله تعالى " خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ " الرحمن 14/15
وقوله تعالى " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ " الرحمن 33
والسؤال المطروح، هل هناك مخلوقات مكلَّفة غير الإنس و الجن؟؟؟؟؟
في السنة النبوية الشريفة وردت عدة أحاديث تشير لوجود خلق أخر من خلق الله غير الثقلان المذكوران " الإنس والجن ".
1ـ روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن لله أرضا بيضاء، مسيرة الشمس ثلاثين يوما مشحونة خلقا لا يعلمون أن الله تعالى يعصى في الأرض، قالوا: يا رسول الله، من ولد آدم؟ قال: (لايعلمون أن الله خلق آدم). قالوا: يا رسول الله، فأين إبليس منهم؟ قال :(لا يعلمون أن الله خلق إبليس) _ ثم تلا (ويخلق ما لا تعلمون) ذكره الماوردي.
( كما ورد في تفسير القرطبي )
2_ قال الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا القرشي في كتابه التفكر والاعتبار : حدثني إسحاق بن حاتم المدائني، حدثنا يحيى بن سليمان عن عثمان بن أبي دهرس قال بلغني أن رسول الله ء صلى الله عليه وسلم ء انتهى إلى أصحابه وهم سكوت لا يتكلمون ، فقال : " ما لكم لا تتكلمون ؟ " فقالوا : نتفكر في خلق الله عز وجل ، قال : " فكذلك فافعلوا ،تفكروا في خلق الله ، ولا تتفكروافيه ، فإن بهذا المغرب أرضا بيضاء نورها ساحتها ء أو قال : ساحتها نورها ء مسيرةالشمس أربعين يوما بها خلق لله تعالى لم يعصوا الله طرفة عين قط ، قالوا : فأين الشيطان عنهم ؟ قال : " ما يدرون خلق الشيطان أم لم يخلق ؟ قالوا : أمن ولد آدم ؟قال : " لا يدرون خلق آدم ، أم لم يخلق ؟ "
3_ في البحار ومشارق الأنوار عن الإمام السجاد عليه السلام :
أتظن أن الله تعالى لم يخلق خلقاً سواكم ؟ بلى والله لقد خلق الله الف الف عالم والف الف آدم وأنتم والله في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين "
( هل هو تأخر زماني في الخلق أم مكاني في البعد أم تأخر في التطور والمعرفة بالله الخالق .. ؟؟؟)
4_ في الفتوحات المكية عن ابن عباس رضي الله عنه قال " ... وإن في كل من الأرضين السبع خلقاً مثلنا "
5_ في بحار الأنوار عن ابن عباس رضي الله عنه قال "سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمك ونوح كنوحكم "
6_ في تفسير القمي والبحار : ج 14 عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام "هذه النجوم التي في السماء، فيها مدائن مثل المدائن التي في الأرض "
(ورد في الأثر أن الأرضين قد يقصد منها الكواكب في هذه المجموعة الشمسية، خمس عوامر واثنتان خراب)
ملحوظة :
بعض الأحاديث أعلاه عن مصادر من مذهب الشيعة الإمامية مروية عن آل البيت كما معروف عنهم.
إن مجموع الأحاديث الواردة هنا إضافة لما ورد في تفسير آية الحمد لله رب العالمين في فاتحة الكتاب في بعض التفاسير المحدثة من أن في كلمة العالمين إشارة لتعدد العوالم والخلق في الكون الشاسع، وأنها لاتشير للثقلين فقط كما في كثير من تفاسير الأقدمين .
هذا يجعل باب البحث والتقصي مفتوحاً على مصراعيه للمهتمين ..
وقوله تعالى " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ " الرحمن 33
والسؤال المطروح، هل هناك مخلوقات مكلَّفة غير الإنس و الجن؟؟؟؟؟
في السنة النبوية الشريفة وردت عدة أحاديث تشير لوجود خلق أخر من خلق الله غير الثقلان المذكوران " الإنس والجن ".
1ـ روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن لله أرضا بيضاء، مسيرة الشمس ثلاثين يوما مشحونة خلقا لا يعلمون أن الله تعالى يعصى في الأرض، قالوا: يا رسول الله، من ولد آدم؟ قال: (لايعلمون أن الله خلق آدم). قالوا: يا رسول الله، فأين إبليس منهم؟ قال :(لا يعلمون أن الله خلق إبليس) _ ثم تلا (ويخلق ما لا تعلمون) ذكره الماوردي.
( كما ورد في تفسير القرطبي )
2_ قال الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا القرشي في كتابه التفكر والاعتبار : حدثني إسحاق بن حاتم المدائني، حدثنا يحيى بن سليمان عن عثمان بن أبي دهرس قال بلغني أن رسول الله ء صلى الله عليه وسلم ء انتهى إلى أصحابه وهم سكوت لا يتكلمون ، فقال : " ما لكم لا تتكلمون ؟ " فقالوا : نتفكر في خلق الله عز وجل ، قال : " فكذلك فافعلوا ،تفكروا في خلق الله ، ولا تتفكروافيه ، فإن بهذا المغرب أرضا بيضاء نورها ساحتها ء أو قال : ساحتها نورها ء مسيرةالشمس أربعين يوما بها خلق لله تعالى لم يعصوا الله طرفة عين قط ، قالوا : فأين الشيطان عنهم ؟ قال : " ما يدرون خلق الشيطان أم لم يخلق ؟ قالوا : أمن ولد آدم ؟قال : " لا يدرون خلق آدم ، أم لم يخلق ؟ "
3_ في البحار ومشارق الأنوار عن الإمام السجاد عليه السلام :
أتظن أن الله تعالى لم يخلق خلقاً سواكم ؟ بلى والله لقد خلق الله الف الف عالم والف الف آدم وأنتم والله في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين "
( هل هو تأخر زماني في الخلق أم مكاني في البعد أم تأخر في التطور والمعرفة بالله الخالق .. ؟؟؟)
4_ في الفتوحات المكية عن ابن عباس رضي الله عنه قال " ... وإن في كل من الأرضين السبع خلقاً مثلنا "
5_ في بحار الأنوار عن ابن عباس رضي الله عنه قال "سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمك ونوح كنوحكم "
6_ في تفسير القمي والبحار : ج 14 عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام "هذه النجوم التي في السماء، فيها مدائن مثل المدائن التي في الأرض "
(ورد في الأثر أن الأرضين قد يقصد منها الكواكب في هذه المجموعة الشمسية، خمس عوامر واثنتان خراب)
ملحوظة :
بعض الأحاديث أعلاه عن مصادر من مذهب الشيعة الإمامية مروية عن آل البيت كما معروف عنهم.
إن مجموع الأحاديث الواردة هنا إضافة لما ورد في تفسير آية الحمد لله رب العالمين في فاتحة الكتاب في بعض التفاسير المحدثة من أن في كلمة العالمين إشارة لتعدد العوالم والخلق في الكون الشاسع، وأنها لاتشير للثقلين فقط كما في كثير من تفاسير الأقدمين .
هذا يجعل باب البحث والتقصي مفتوحاً على مصراعيه للمهتمين ..
aboujamil- عضو مجتهد
- المدينة : ouarzazat
العمر : 44
المهنة : ...............
عدد المساهمات : 64
نقاط : 111
تاريخ التسجيل : 22/02/2010
رد: قراءة جديدة لما توصل إليه نبي الله سليمان
المنتجات العلمية لنبي الله سليمان عليه السلام
{ يعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ13
ان هذه الاية المباركة تثبت ان ما عمله الجنود هو وفق مشيئة سليمان عليه السلام وكانت مشيئتة هي ان يعملوا له ( محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ) ان هذه المصنوعات التي اشار اليها الحديث الشريف بـ ( الصنائع العجيبة ) نرى انها ادوات وآلات علمية تفيد الاتصال والتنقل والسفر عبر الزمن الكوني والارضي واقصد بالارضي هو الرجوع والتقدم بالزمن كما سيأتيك في محله انشاء الله تعالى .
إن النص القرآني أشار إلى هذه العملية حيث قال (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ ) وهذا التسخير يجب أن يكون بسبب ومعرفة علمية تتدرج حتى تأخذ من أفراد معينين ومعروفين لدى الأنبياء والمرسلين كمرجعيات علمية نافذة في الكون كله وكما أسميناهم من قبل بالقوة الفاعلة في الوجود وهم ضمائر الجمع نفسهم المتكلمون في القران وهم الذين سخروا له وآتوه وابوه من قبله هذا الملك ، وكما ورد في المأثور ( عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ صَغِيرٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَنَّهُ قَالَ أَبَى اللَّهُ أَنْ يُجْرِيَ الْأَشْيَاءَ إِلَّا بِأَسْبَابٍ فَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ سَبَباً وَ جَعَلَ لِكُلِّ سَبَبٍ شَرْحاً وَ جَعَلَ لِكُلِّ شَرْحٍ عِلْماً وَ جَعَلَ لِكُلِّ عِلْمٍ بَاباً نَاطِقاً عَرَفَهُ مَنْ عَرَفَهُ وَ جَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ نَحْنُ . اذن من الملاحظ حسب السياق اللفظي للآية ان هذا الجيش متطور صناعياً واول ما صنع هو الآلة وهذه الآلة متطورة جداً بحيث مكنته من الأتصال بتلك العوالم الاخرى فهي الة متطورة جداً، لا كما هو مركوز في اذهاننا من انه بساط سحري !! وما شابه ذلك من سفافيف وحكايات عجائزنا التي نتلقاها منهن في الليالي الباردة عندما نلتف حولهن وهن يقصصن علينا ما فاتنا من الزمن الغابر !! ان الامر غير ذلك وقبل ان ندخل في الالآت التي تم تصنيعها يتوجب علينا اولاً ان نكتشف المادة التي تم تصنيع هذه الاشياء منها ويجب ان يكون لهذه المادة دلالة واضحة على انها ذات صلة بالفضاء وغيرها من العلوم المتطورة ، فما هي هذه المادة وهل اشار اليها النص ؟ .
عيـن القطـر :
( وَأَسَلْنَـا لَهُ عَيْنَ الْقِطْـرِ )
ان العين : هي الشي المكور بذاته والواضح وضوحاً كافياً ، ولذ سميت كرة الأبصار عينا وكرة الماء المتدفق ذاتياً من الأرض عينا.
ويمكن القول باختصار أكثر أن العين قوة تطوريّه متنامية ومرنه وفعاله بما يكفي للاعتقاد أنّها تحقق ما تريد فعله ولو بعد حين لاتصالها بالنون وهو القوه الجبارة التي تتحكم بالإنشاء والتغيير من خلال سيطرة الأخير على الزمان.
اما القطر فهو طبقة من النحاس عالي الجودة . ذو درجات نقاوة عالية ، ويتطلب الأمر لإستخراجه وإستنباطه في عمليات تعرف بإسم الترسيب الكهربائي، فهي تقنيات لا يملكها سوي القادرون ، ولم نكن ندري عنها شئ حتى فترة من الزمن قريبة لا تتعدي ثلاثة أرباع قرن من القرون ، إلا أن هذا الفرن الكهربائي مكن الإنسان من تصنيع سبائك النحاس النقية والتي تصل درجة نقاوتها الي 99% ، ويتبقي الباقي وهو 1% ، والذي إذا ماكان من الحديد فإن السبيكة تتآكل وتنهار، وإذا كان من المنجنيز فإن السبيكة تصبح من الصلادة بحيث يصعب تشكيلها سوي بإستخدام طريقة الصب .
كما أن هذه الآية ( وَأَسَلْنَـا لَهُ عَيْنَ الْقِطْـرِ ) تشير إلى إن المجموعة المتكلمة في القران قد منحت نبي الله سليمان عليه السلام من العلم ما جعلته يصل ويكتشف تقنيا ( عين القطر )، وهي لفظة تدل على توصّل نبي الله سليمان عليه السلام إلى أساس معدن النحاس المسال النقي ، كما إن هذه المجموعة أعطته من قبل وسخرت له من سبل العلم وإمتلاك التقنيات ما جعل الجن والإنس والطير طائعة له ، فلقد منحته السيطرة والهيمنة على الجن والإنس والشياطين وسخرت له الريح (غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ) وقد اشرنا اليها في معرض بحثنا وقلنا انها التحكم بالنظام الطبيعي من قبل نبي الله سليمان عليه السلام ، فهذه الآية الكريمة تعطي دلالات وتشير إلى التقنيات التي توصل إليها نبي الله سليمان عليه السلام آنذاك، وهي تقنيات لا نعلم ولا ندري عنها شيء ولا نعرف منها سوى القشور العلمية !
والسؤال الذي يلح علينا الآن هو ما هي حاجة نبي الله سليمان عليه السلام إلى تصنيع النحاس نقياً، وهذا الإستخدام نجده فقط في المجالات الفضائية كالأقمار الصناعية ونجده أيضا في معدات الإتصال اللاسلكية وهي كلها معدات حديثة؟
فهل استخدمها نبي الله سليمان عليه السلام في الاتصالات ؟ لنتعرف على الأشياء التي تم تصنيعها لنبي الله سليمان عليه السلام وهي كما مثبت في الآية الكريمة {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ13 .
لنرى أن ما بدأنا به بحثنا، من أن هذه الأربعة، "المحاريب والتماثيل والجفان والقدور"، هي في معرض وصف استمكان سليمان عليه السلام وسلطانه القوي، لتمكين دين الله في مملكته فهذه الأربعة تربط أطراف مملكته ربط علمي وتقني بحيث تمكنه من الاتصال والتواصل مع أرجاء مملكته فأن قال قائل هو متمكن من غير هذه الأدوات والآلات العلمية نقول فغيره ممن هم في أرجاء مملكته يحتاجون هكذا آلة للاتصال ونذكر القارئ إن أولياء الله تعالى يكلمون الناس على قدر عقولهم وسليمان عليه السلام يتكلم مع عقول متطورة أو كما نسميهم اليوم مخلوقات فضائية متطورة تحتاج إلى هذه الآلة للتواصل معه وفق عقولها ، وسنبدأ من نهاية الآية ونأخذ المادة العلمية الرابعة حسب تسلسلها في النص وهي (وَقُدورٍ رَاسياتٍ )
قدور راسيات
( وَقُدورٍ رَاسياتٍ ) : قال المفسِّرون (ثابتات لعظمتها) بل ذهبوا الى ابعد من ذلك وقالوا وجفان كالجواب، أي صحون كبيرة للأكل، وقدور ضخمة لطبخ الطعام !!.
وهذا ما ذهب اليه صاحب الميزان فقال ( ان قدور جمع قدر وهو ما يطبخ فيه الطعام ) ان المعنى الصحيح لقوله تعالى ( وَقُدورٍ رَاسياتٍ ) هو أنَّها تتحرّك بحركةٍ لطيفةٍ منتظمةٍ بإمكانياتٍ علميةٍ أوتِيَت لنبي الله سليمان (عليه السلام) ، فدلالة فعل (أرسى) هو حرّكَ الشيء حركةً منتظمةً. فمرسى القدور ليس هو الموضع الذي تثبت فيه ، بل هو الموضع الذي تتمّ فيه السيطرة على حركتها وتنظيمها ودورانها ، كما في رواسي الأرض فانها لا تثبِّت الأرض، بل العكس تحرِّكها حركةً منتظمةً لتكوين الليل والنهار والمعايش والأنهار وما الى ذلك .
فما معنا القدور ؟
لنرى قول المرحوم النيلي في لفظة قدور حسب ما جاء في اللغة الموحدة :
السـائل : لكنّ ورد في التنزيل : ( قُدور راسيات ) بالضم وهو جمع ( قِدر ) بالكسر .
المؤلـّف : قُدور بالضم هو جمعٌ لـ ( قَدْر ) بالفتح والقِدر جمعه قِدور .
اذن لفظة ( قُدور ) هي جمع لـ ( قَدْر) بالفتح وهذا التفسير يقلب التفسير الاعتباطي رأساً على عقب وينسف كل ما ذهبوا اليه !
لترى اذن ما بينه المرحوم النيلي لمعنى ( قَدْر ) :
فالقدْر والقدَرَ مثلهما مثل الحُكمْ والحَكومَة ء لا تعني الهيئة أو الشخوص ء بل الأمر والقانون. فالقدْر هو الحكم، فهو على العموم كل الحكم وعلى الخصوص حكمٌ واحد مخصوص.
فكما يقال عن أي شيء (هذا حكم الملك) فهذا عموم. ويقال (هذه الليلة يصدر الحكم) فهو حكمٌ خاص بشيء خاص.
فقوله (ليلة القدرَ) أي ليلة نفاذ أمر واحد مخصوص. لأن العموم لا يرتبط بالزمن، ولما كان القدرْ هنا ارتبط بليلة دل ذلك على انه أمر واحد مخصوص.
ولتنظر أخي القارئ إلى معاني ( القَدْر والقَدَر ) في كتاب أصل الخلق:
اشتقاق الاثنين من أصل لغوي واحد وهما مرتبطان بالتقدير من جهة كونه (التخطيط) أو الخطة الموضوعة، وهذا المعنى مستخدم عند القدماء. عن علي (ع) في صاحب الناقه الذي يخبر بمقتل ملك في آخر الزمان (راكب الذعلبه خطط بدنها بوضينها) _ أي التحم في أصل التكوين وهو التخطيط في المصطلح الحديث (التصميم) Designe.
ومن جهة أخرى فهما مرتبطان بالقدره أي القوة الفاعلة...
اذن أن هذه اللفظة مرتبطة بالقدره أي القوة الفاعلة ، و تعني وضع الأشياء في خطة وناموس وتصميم معين لأمد معين لا تخطيطاً بالفكر وحده بل مع القدرة على الايجاد بهذا التقدير بل وشحنه بالقوة الكافية لابقاءه موجوداً على هذه الخطة لهذا الامد ، وبالتالي فأن هذا التصميم موضوع لغاية هي أخضاع الحكومة او المملكة لحكم سليمان عليه السلام بما ان اتصالة بعوالم اخرى فاقتضى ان تكون قدور متعددة وهنا ايضا نفهم معنى رواسي وارتباطها بالقدور اذ ان هذه القدور
ضمن مدار متحرك ومنظم بمعنى انها تعمل عمل ( محطات مدارية ) حاكمة على العوالم المتعددة وعلى هذا فالقدور تتحرك ضمن مدار ثابت والغاية منها هي الاحاطة بكوكبنا والكواكب الاخرى التي يتواصل معها نبي الله سليمان عليه السلام حضارياً ولكي يصل حكمه اليها فيوضع ، وبالتالي فهي ليست بمحطة واحدة بل محطات موزعة على الكواكب لدلالة قوله تعالى ( وقدور راسيات ) وذلك لارسال وتلقي المعلومات بل والاجسام المادية وهذا ماسنبينه للقارئ في معنى المادة العلمية الثالثة حسب النص وهي (وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ) ، ولكن اين هذا من قول الاعتباط في بيان معنى قدور راسيات فالقدور الراسيات" عندهم: قدور ضخمة للطبخ كان يصعد إليها بالسلالم !!!
ارجو من القارئ ان لا يحكم وان ينتظر ويتريث قليلاً حتى تكتمل عنده الصورة بتمامها بعد ان نبين المفردات او المواد العلمية الاخرى لمؤسسة نبي الله سليمان عليه السلام ولكي يتصور هذا الامر نلفت انتباهه الى قضية مهمة وهي ان التواصل بين الحضارات السماوية يحتاج الى عناية علمية كما هو الحال في التواصل بين الحضارات الارضية فهناك اجهزت الاتصالات الصوتية والمرئية ولذلك نسأل قارئنا الكريم افلا نحتاج الى وساءل علمية في التنقل والتواصل بين الاجناس والمخلوقات الفضائية كيف سخرت هذه المخلوقات الفضائية الى نبي الله سليمان عليه السلام بدون وسائط علمية تنقلها وتنقل حضارتها الى الارض؟ لنرى المادة العلمية الثالثة حسب سياق الاية الكريمة ولنتعرف عليها....
وللموضوع بقية......
{ يعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ13
ان هذه الاية المباركة تثبت ان ما عمله الجنود هو وفق مشيئة سليمان عليه السلام وكانت مشيئتة هي ان يعملوا له ( محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ) ان هذه المصنوعات التي اشار اليها الحديث الشريف بـ ( الصنائع العجيبة ) نرى انها ادوات وآلات علمية تفيد الاتصال والتنقل والسفر عبر الزمن الكوني والارضي واقصد بالارضي هو الرجوع والتقدم بالزمن كما سيأتيك في محله انشاء الله تعالى .
إن النص القرآني أشار إلى هذه العملية حيث قال (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ ) وهذا التسخير يجب أن يكون بسبب ومعرفة علمية تتدرج حتى تأخذ من أفراد معينين ومعروفين لدى الأنبياء والمرسلين كمرجعيات علمية نافذة في الكون كله وكما أسميناهم من قبل بالقوة الفاعلة في الوجود وهم ضمائر الجمع نفسهم المتكلمون في القران وهم الذين سخروا له وآتوه وابوه من قبله هذا الملك ، وكما ورد في المأثور ( عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ صَغِيرٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَنَّهُ قَالَ أَبَى اللَّهُ أَنْ يُجْرِيَ الْأَشْيَاءَ إِلَّا بِأَسْبَابٍ فَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ سَبَباً وَ جَعَلَ لِكُلِّ سَبَبٍ شَرْحاً وَ جَعَلَ لِكُلِّ شَرْحٍ عِلْماً وَ جَعَلَ لِكُلِّ عِلْمٍ بَاباً نَاطِقاً عَرَفَهُ مَنْ عَرَفَهُ وَ جَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ نَحْنُ . اذن من الملاحظ حسب السياق اللفظي للآية ان هذا الجيش متطور صناعياً واول ما صنع هو الآلة وهذه الآلة متطورة جداً بحيث مكنته من الأتصال بتلك العوالم الاخرى فهي الة متطورة جداً، لا كما هو مركوز في اذهاننا من انه بساط سحري !! وما شابه ذلك من سفافيف وحكايات عجائزنا التي نتلقاها منهن في الليالي الباردة عندما نلتف حولهن وهن يقصصن علينا ما فاتنا من الزمن الغابر !! ان الامر غير ذلك وقبل ان ندخل في الالآت التي تم تصنيعها يتوجب علينا اولاً ان نكتشف المادة التي تم تصنيع هذه الاشياء منها ويجب ان يكون لهذه المادة دلالة واضحة على انها ذات صلة بالفضاء وغيرها من العلوم المتطورة ، فما هي هذه المادة وهل اشار اليها النص ؟ .
عيـن القطـر :
( وَأَسَلْنَـا لَهُ عَيْنَ الْقِطْـرِ )
ان العين : هي الشي المكور بذاته والواضح وضوحاً كافياً ، ولذ سميت كرة الأبصار عينا وكرة الماء المتدفق ذاتياً من الأرض عينا.
ويمكن القول باختصار أكثر أن العين قوة تطوريّه متنامية ومرنه وفعاله بما يكفي للاعتقاد أنّها تحقق ما تريد فعله ولو بعد حين لاتصالها بالنون وهو القوه الجبارة التي تتحكم بالإنشاء والتغيير من خلال سيطرة الأخير على الزمان.
اما القطر فهو طبقة من النحاس عالي الجودة . ذو درجات نقاوة عالية ، ويتطلب الأمر لإستخراجه وإستنباطه في عمليات تعرف بإسم الترسيب الكهربائي، فهي تقنيات لا يملكها سوي القادرون ، ولم نكن ندري عنها شئ حتى فترة من الزمن قريبة لا تتعدي ثلاثة أرباع قرن من القرون ، إلا أن هذا الفرن الكهربائي مكن الإنسان من تصنيع سبائك النحاس النقية والتي تصل درجة نقاوتها الي 99% ، ويتبقي الباقي وهو 1% ، والذي إذا ماكان من الحديد فإن السبيكة تتآكل وتنهار، وإذا كان من المنجنيز فإن السبيكة تصبح من الصلادة بحيث يصعب تشكيلها سوي بإستخدام طريقة الصب .
كما أن هذه الآية ( وَأَسَلْنَـا لَهُ عَيْنَ الْقِطْـرِ ) تشير إلى إن المجموعة المتكلمة في القران قد منحت نبي الله سليمان عليه السلام من العلم ما جعلته يصل ويكتشف تقنيا ( عين القطر )، وهي لفظة تدل على توصّل نبي الله سليمان عليه السلام إلى أساس معدن النحاس المسال النقي ، كما إن هذه المجموعة أعطته من قبل وسخرت له من سبل العلم وإمتلاك التقنيات ما جعل الجن والإنس والطير طائعة له ، فلقد منحته السيطرة والهيمنة على الجن والإنس والشياطين وسخرت له الريح (غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ) وقد اشرنا اليها في معرض بحثنا وقلنا انها التحكم بالنظام الطبيعي من قبل نبي الله سليمان عليه السلام ، فهذه الآية الكريمة تعطي دلالات وتشير إلى التقنيات التي توصل إليها نبي الله سليمان عليه السلام آنذاك، وهي تقنيات لا نعلم ولا ندري عنها شيء ولا نعرف منها سوى القشور العلمية !
والسؤال الذي يلح علينا الآن هو ما هي حاجة نبي الله سليمان عليه السلام إلى تصنيع النحاس نقياً، وهذا الإستخدام نجده فقط في المجالات الفضائية كالأقمار الصناعية ونجده أيضا في معدات الإتصال اللاسلكية وهي كلها معدات حديثة؟
فهل استخدمها نبي الله سليمان عليه السلام في الاتصالات ؟ لنتعرف على الأشياء التي تم تصنيعها لنبي الله سليمان عليه السلام وهي كما مثبت في الآية الكريمة {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ13 .
لنرى أن ما بدأنا به بحثنا، من أن هذه الأربعة، "المحاريب والتماثيل والجفان والقدور"، هي في معرض وصف استمكان سليمان عليه السلام وسلطانه القوي، لتمكين دين الله في مملكته فهذه الأربعة تربط أطراف مملكته ربط علمي وتقني بحيث تمكنه من الاتصال والتواصل مع أرجاء مملكته فأن قال قائل هو متمكن من غير هذه الأدوات والآلات العلمية نقول فغيره ممن هم في أرجاء مملكته يحتاجون هكذا آلة للاتصال ونذكر القارئ إن أولياء الله تعالى يكلمون الناس على قدر عقولهم وسليمان عليه السلام يتكلم مع عقول متطورة أو كما نسميهم اليوم مخلوقات فضائية متطورة تحتاج إلى هذه الآلة للتواصل معه وفق عقولها ، وسنبدأ من نهاية الآية ونأخذ المادة العلمية الرابعة حسب تسلسلها في النص وهي (وَقُدورٍ رَاسياتٍ )
قدور راسيات
( وَقُدورٍ رَاسياتٍ ) : قال المفسِّرون (ثابتات لعظمتها) بل ذهبوا الى ابعد من ذلك وقالوا وجفان كالجواب، أي صحون كبيرة للأكل، وقدور ضخمة لطبخ الطعام !!.
وهذا ما ذهب اليه صاحب الميزان فقال ( ان قدور جمع قدر وهو ما يطبخ فيه الطعام ) ان المعنى الصحيح لقوله تعالى ( وَقُدورٍ رَاسياتٍ ) هو أنَّها تتحرّك بحركةٍ لطيفةٍ منتظمةٍ بإمكانياتٍ علميةٍ أوتِيَت لنبي الله سليمان (عليه السلام) ، فدلالة فعل (أرسى) هو حرّكَ الشيء حركةً منتظمةً. فمرسى القدور ليس هو الموضع الذي تثبت فيه ، بل هو الموضع الذي تتمّ فيه السيطرة على حركتها وتنظيمها ودورانها ، كما في رواسي الأرض فانها لا تثبِّت الأرض، بل العكس تحرِّكها حركةً منتظمةً لتكوين الليل والنهار والمعايش والأنهار وما الى ذلك .
فما معنا القدور ؟
لنرى قول المرحوم النيلي في لفظة قدور حسب ما جاء في اللغة الموحدة :
السـائل : لكنّ ورد في التنزيل : ( قُدور راسيات ) بالضم وهو جمع ( قِدر ) بالكسر .
المؤلـّف : قُدور بالضم هو جمعٌ لـ ( قَدْر ) بالفتح والقِدر جمعه قِدور .
اذن لفظة ( قُدور ) هي جمع لـ ( قَدْر) بالفتح وهذا التفسير يقلب التفسير الاعتباطي رأساً على عقب وينسف كل ما ذهبوا اليه !
لترى اذن ما بينه المرحوم النيلي لمعنى ( قَدْر ) :
فالقدْر والقدَرَ مثلهما مثل الحُكمْ والحَكومَة ء لا تعني الهيئة أو الشخوص ء بل الأمر والقانون. فالقدْر هو الحكم، فهو على العموم كل الحكم وعلى الخصوص حكمٌ واحد مخصوص.
فكما يقال عن أي شيء (هذا حكم الملك) فهذا عموم. ويقال (هذه الليلة يصدر الحكم) فهو حكمٌ خاص بشيء خاص.
فقوله (ليلة القدرَ) أي ليلة نفاذ أمر واحد مخصوص. لأن العموم لا يرتبط بالزمن، ولما كان القدرْ هنا ارتبط بليلة دل ذلك على انه أمر واحد مخصوص.
ولتنظر أخي القارئ إلى معاني ( القَدْر والقَدَر ) في كتاب أصل الخلق:
اشتقاق الاثنين من أصل لغوي واحد وهما مرتبطان بالتقدير من جهة كونه (التخطيط) أو الخطة الموضوعة، وهذا المعنى مستخدم عند القدماء. عن علي (ع) في صاحب الناقه الذي يخبر بمقتل ملك في آخر الزمان (راكب الذعلبه خطط بدنها بوضينها) _ أي التحم في أصل التكوين وهو التخطيط في المصطلح الحديث (التصميم) Designe.
ومن جهة أخرى فهما مرتبطان بالقدره أي القوة الفاعلة...
اذن أن هذه اللفظة مرتبطة بالقدره أي القوة الفاعلة ، و تعني وضع الأشياء في خطة وناموس وتصميم معين لأمد معين لا تخطيطاً بالفكر وحده بل مع القدرة على الايجاد بهذا التقدير بل وشحنه بالقوة الكافية لابقاءه موجوداً على هذه الخطة لهذا الامد ، وبالتالي فأن هذا التصميم موضوع لغاية هي أخضاع الحكومة او المملكة لحكم سليمان عليه السلام بما ان اتصالة بعوالم اخرى فاقتضى ان تكون قدور متعددة وهنا ايضا نفهم معنى رواسي وارتباطها بالقدور اذ ان هذه القدور
ضمن مدار متحرك ومنظم بمعنى انها تعمل عمل ( محطات مدارية ) حاكمة على العوالم المتعددة وعلى هذا فالقدور تتحرك ضمن مدار ثابت والغاية منها هي الاحاطة بكوكبنا والكواكب الاخرى التي يتواصل معها نبي الله سليمان عليه السلام حضارياً ولكي يصل حكمه اليها فيوضع ، وبالتالي فهي ليست بمحطة واحدة بل محطات موزعة على الكواكب لدلالة قوله تعالى ( وقدور راسيات ) وذلك لارسال وتلقي المعلومات بل والاجسام المادية وهذا ماسنبينه للقارئ في معنى المادة العلمية الثالثة حسب النص وهي (وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ) ، ولكن اين هذا من قول الاعتباط في بيان معنى قدور راسيات فالقدور الراسيات" عندهم: قدور ضخمة للطبخ كان يصعد إليها بالسلالم !!!
ارجو من القارئ ان لا يحكم وان ينتظر ويتريث قليلاً حتى تكتمل عنده الصورة بتمامها بعد ان نبين المفردات او المواد العلمية الاخرى لمؤسسة نبي الله سليمان عليه السلام ولكي يتصور هذا الامر نلفت انتباهه الى قضية مهمة وهي ان التواصل بين الحضارات السماوية يحتاج الى عناية علمية كما هو الحال في التواصل بين الحضارات الارضية فهناك اجهزت الاتصالات الصوتية والمرئية ولذلك نسأل قارئنا الكريم افلا نحتاج الى وساءل علمية في التنقل والتواصل بين الاجناس والمخلوقات الفضائية كيف سخرت هذه المخلوقات الفضائية الى نبي الله سليمان عليه السلام بدون وسائط علمية تنقلها وتنقل حضارتها الى الارض؟ لنرى المادة العلمية الثالثة حسب سياق الاية الكريمة ولنتعرف عليها....
وللموضوع بقية......
aboujamil- عضو مجتهد
- المدينة : ouarzazat
العمر : 44
المهنة : ...............
عدد المساهمات : 64
نقاط : 111
تاريخ التسجيل : 22/02/2010
رد: قراءة جديدة لما توصل إليه نبي الله سليمان
بارك الله فيك أخي أبوجميل على هذا الطرح وعلى هذه القراءة الجديدة في كتاب الله عز وجل وفق منظور علمي مقبول و مبسط.
فالقرآن الكريم جامع للمعارف كلها مصداقا لقوله تعالى: (مافرطنا في الكتاب من شيء) الأمر الذي قصرت أفهام علمائنا المسلمين المعاصرين وعامتهم عن تطبيقه عملياً بالبحث الجاد تحلياً بدعوة القرآن نفسه لهم، فخواتيم كثير من آيات القرآن الكريم تحمل هذه الدعوة الصريحة لهم : ( أفلا يعقلون ، أفلا يتفكرون، أفلا يتدبرون .. )، فالمقصود بهذه الدعوة ليس الكفار الذين يفاجؤننا يوما بعد يوم باكتشافات علمية جديدة تكون مدكورة أو مشار إليها في الكتاب الجليل، وإنما هي دعوة للمسلمين ليكون لهم السبق في جميع العلوم بعد هذه الدعوة للتدبر و التفكير.
تحياتي
فالقرآن الكريم جامع للمعارف كلها مصداقا لقوله تعالى: (مافرطنا في الكتاب من شيء) الأمر الذي قصرت أفهام علمائنا المسلمين المعاصرين وعامتهم عن تطبيقه عملياً بالبحث الجاد تحلياً بدعوة القرآن نفسه لهم، فخواتيم كثير من آيات القرآن الكريم تحمل هذه الدعوة الصريحة لهم : ( أفلا يعقلون ، أفلا يتفكرون، أفلا يتدبرون .. )، فالمقصود بهذه الدعوة ليس الكفار الذين يفاجؤننا يوما بعد يوم باكتشافات علمية جديدة تكون مدكورة أو مشار إليها في الكتاب الجليل، وإنما هي دعوة للمسلمين ليكون لهم السبق في جميع العلوم بعد هذه الدعوة للتدبر و التفكير.
تحياتي
النورس- نائب المدير
- المدينة : الرباط
العمر : 48
المهنة : إطار
عدد المساهمات : 846
نقاط : 1435
تاريخ التسجيل : 20/08/2009
رد: قراءة جديدة لما توصل إليه نبي الله سليمان
وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ
لقد قال المفسرون في معنى جفان كالجواب": قصاع عظيمة للأكل، أي صحون كالأحواض الكبيرة!.
ولكن لماذا هذا التشبيه بالذات، أللسعة والاتساع فقط ، أم لشي آخر غيره؟.
يقول المرحوم النيلي في كتاب اللغة الموحدة :
نظراً لقدرة الكّاف على فرز المتآلفات مع بعضها على شكل مجموعات فقد أستُخدِم كأداةٍ تفيد التشبيه .
ويمكننا التعويض عن كاف التشبيه بحركة الكّاف المعرّفة بالجملة السابقة من غير إضافات مؤثرةٍ سوى الظرف الزماني ( عند ) والمكاني ( يوضعُ مع ) على النحو التالي :
لنفرض جملةً استعمل فيها كاف التشبيه مثل : ( إنّ السفرجل كالتفاح )
ولنعوض عن الكّاف بالتعريف :
[ إنّ السفرجل ( عند ) تكتله مع من يشبهه ( يوضع مع ) التفاح ]
إذن فالكاف لا يعوض عن العبارة وحدها ، بل وعن الظرفين المكتنفين للعبارة أيضاً ، فهو حركةٌ تامةٌ تستبطن ظرفي الزمان والمكان .
وسلوك الكّاف لا يتغيّر فهو يعمل نفس العمل أينما جاء . ولكن الحروف جميعاً تبني حركتها ـ كما علمت من قبل ـ على الحركة السابقة .
نقول: فما الفائدة من تشبيه الجفان بالجواب ؟
أن المتحصل من الجفان وعلاقتها بالجواب على ضوء ما قدمه المرحوم النيلي من مثل هو عملية تشبيه بما مفترض عندنا اليوم بـ السفر عبر الزمن ـ فهذه المادة العلمية الوحيدة من مجموع المواد الاربعة تم تشبيهها لنا في النص وذلك لمعرفته بقصورنا عن ادراك هذه العملية وها نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين لا ندركها بل نتصورها وفق معطيات علمية وسنبين للقارئ فكرتنا عنها كما ونلفت أيضا إلى ما في جذر "جَفَنَ" وعلاقته بالغطاء الذي يحوي العين من فوقها ومن أسفلها، وما قد تفيده هذه العلاقة من وظيفة العين من اللحظ والاحتواء للصّور ، فالجفن بمثابة سيcوريتي عملية امنية في منع بعض الاشكال من التخلل عندما لا نرغب في النظر اليها او حجب الضوء المنعكس الى العين ، وفي ما نلمح اليه يحجب الاشياء الغير مرغوب فيها من الولوج في عملية السفر من باقي الكواكب الاخرى !. فارجو ان تلاحظ اخي القارئ دلالة الجفن وتتصورشكله وتقعيره، ومن الجابية جمعها ولمّها للاشياء حتى يظهر لك المعنى المتحصل من جفان كالجواب ولكي تتصور آلة علمية كبير بهذا الحجم وما باستطاعتها من التقاطه ونقلة من والى أي مكان وباي حجم كان كما باستطاعتها ايضا ان تصنع نسخ لما موجود في باقي الكواكب الأخرى ، واني لأعلم ان هنالك من يترصد منهجنا ويريد ان يتصيد ويلوي كلامنا الى غير ما نريد ان نوجهه ! وقبل ان ادخل في شرح هذا الموضوع اقول له: انظر الى آلية نقل العرش فاذا تقبلتها فأنت ملزم بان تتقبل هذا الكلام !
وسنوضح هذه العملية بشرح علمي كما ارجو ان لا ينسى القارئ الكريم ما افترضناه بخصوص القدور الراسيات لان الجفان لا تعمل بمعزل عن القدور فهي مرتبطة بها وهي البوابات التي يتوقف فيها الزمن ، وهي البؤر التي تدخل منها المخلوقات الفضائية أو ما تنقله لنا هذه المخلوقات ، فتعمل هذه البؤر كبوابات كبيرة وعظيمة تنقل الأشياء من وإلى عوالم بعيدة وأزمنة مختلفة !! فهي ليست حفر عميقة مثلما ذهب اليه المفسرون بل هي بؤرتلم وتلتقط !
نعم فنحن لا نعتقد بالتفسير الذي يأخذ بذهنية القارئ الى ان جفان كالجواب": قصاع عظيمة للأكل، أي صحون كالأحواض الكبيرة!.!! ان هذا التفسير لو اننا بعثنا هذا التفسير الى من نريد اطلاعه على اسرار القران العلمية ونقول له هذا ما عمله نبي الله سليمان عليه السلام بعد ان سخرت له كل القوانين والمخلوقات فماذا ترى عزيزي القارئ الا يستهزئ بقولنا هذا ، واي اسرار هذه التي تركها لنا الاعتباط قصاع عظيمة للأكل !!! وعندما تقول لهم وكيف ذاك ؟ سيقولون الا تلاحظ جيشه وكثرته !! ولكن ما رابطة جيشه بهذا فالنص يقول يعملون له أي لسليمان عليه السلام ولم يقل للجيش حتى يأكلوا ! فأن كان الامر كما اخرجه القوم فسيكون بهذه الصورة ( قصاع عظيمة للأكل معدة لسليمان عليه السلام ) ولا ندري يأكل منها ام يتأمل فيها !! أكرم اخي القارئ بهذا التفسير وانعم ، واني والله لاستغرب من هذه المؤسسة الاعتباطية فهي من باب في لهاث دائم ومستمر خلف المؤسسات العلمية وما تتوصل اليه وتحاول ان تخّرج بعض ما اعياها فهمه بالاتكاء على تفسيراتها العلمية فلماذا تصف سليمان عليه السلام بأنسان بدائي لا يهتم الا بالاكل وغيره !! لماذا لم ينصف هذا النبي المفهّم من قبل المجموعة التي تكلمنا عنها سابقاً (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ) !!؟
النقل عن بعد
الترجمة الحرفية لعبارة (TELEPORTATION) تعني (النقل عن بُعد). والمقصود هنا أن يتم نقل الجسم البشري أو المواد الأخرى بدون الاعتماد على وسيلة مواصلات متحركة. الفكرة التي ما فتئ الكتاب يستخدمونها هي في تفكيك ذرات الجسم في نقطة ما ومن ثم إعادة تركيبها على النحو الأصلي في نقطة أخرى! وهي كما قدمناه في عملية نقل العرش الفرق بينها ان الاول جلب العرش من نفس الرقعة الجغرافية واقصد بها الارض ، اما الثاني فيكون الاستحضار والجلب من رقع مختلفة أي من كواكب وعوالم متعددة !
ولاشك بأن المعضلة الأولى التي سيواجهها المعنيون بهذه الأبحاث في عصرنا هذا هي في حجم الذاكرة اللازم لتخزين موقع وحالة كل ذرة وكل (كوارك) في الجسم البشري لتتم إعادة تجميعها لاحقاً وفي كيفية تخزين هذه البيانات والذرات ونقلها عبر الفضاء .
ولكن : هل سيضمن التفكيك وإعادة التركيب استمرارية الحياة في الجسد ؟ ماذا سيحل ( بالروح ) أثناء الفناء الوقتي للجسد ؟ وبين الكينونتين هل يعد الإخفاء.. ولو لبرهة بمثابة القتل وسلب الحياة ؟ ومن يضمن أن تبقى الذاكرات والخبرات والأفكار حتى لو نجح تركيب الخلايا الأيدي والأرجل والأحشاء ؟
فيزياء الكمّ تتدخل هنا مرة أخرى لترسم إطاراً نظرياً للفكرة. فصنع (نسخة) أخرى للجسم يقتضي إعادة صياغة حالته الكمية والتي لا يمكن توقعها أساساً وفقاً لروح الفكرة الكمية. ولأن الفيزياء الكمية ترفض مبدأ التفكيك التدميري كما تقدم مع (آلة الزمن) أعلاه فإن كل عملية انتقال آني تُعلل هنا على أساس أنها مجرد تخليق لنسخ أخرى من الحالة الأصلية!
واحدة من أكثر تقنيات الانتقال الآنية (التخيلية) شيوعاً تعتمد على العبور من خلال الثقوب السوداء أو عبر الفضاء المختصر المعروف أيضاً باسم ثقب الدودة (Worm Hole). وهذه المصطلحات تعبر كلها عن حالات خلل في الفضاء تنهار فيها قوانين الفيزياء والوقت. مما يعني إمكانية إيجاد طريق مختصرة عبر الفضاء أو حتى عبر الوقت من خلال المرور داخل إحدى هذه النقاط السحرية. وغني عن الذكر أن الثقوب السوداء تملأ الكون من حولنا ويتم رصد المزيد منها من حين لآخر.
هناك تطبيقات أخرى للنقل الآني الكمي بالذات تتجاوز نقل الأجسام الحية عبر الفضاء لتغطي كامل طيف المادة والمعلومة. بالنسبة للفيزيائيين في الكون بأسره ليس سوى آلة حاسبة أو كومبيوتراً. لأن لكل ذرة في الكون حالة معينة قابلة للتغيير وذاكرة لهذه الحالة. وبالتالي فإن القدرة على التعامل مع ذرات الكون من منظور كمي تعني استغلاله بالكامل كأكبر حاسوب موجود على الإطلاق. التطبيقات المقترحة تشمل الطب التخيلي الذي يتم فيه تغيير الحالة الآنية لصالح أخرى أفضل وحتى السفر نحو المستقبل عبر تخليق نسخ أخرى والاحتفاظ بها ثم إظهارها عبر فترات زمنية أطول.
في صيف 2002 نجح فريق من العلماء في نقل شعاع ليزر على نحو كمي آني. بمعنى أن الفريق نجح وفقاً لنظريات (التشابك الكَمّي – Quantum Entanglement) المذكورة أعلاه في (نسخ) فوتونات أو جزيئات الشعاع الضوئية ومن ثم قام بتقليدها على هيئة جزئيات أخرى وإعادة تكوينها عبر موضع آخر من الفضاء أي تم تمثيلها . وهو ما عُد فتحاً علمياً وإثباتاً مباشراً لبعض أفكار (آينشتاين). وبالرغم من أن نجاح هذه التجربة مرتبط بشكل مباشر بعلميّ (المعلوماتية الكمية) و (الحوسبة الكمية).. إلا أنها تمثل كذلك أملاً أمام الحالمين بيوم تكون فيه أجهزة للانتقال اللحظي بين بقاع الأرض هذه أو الكوكب الأخرى .
ان افتراضنا هذا وبهذا الشكل لسبب وجيه وهو ان سليمان عليه السلام لو كان عنده كما يسمونه اليوم سفن فضائية لتم كشفها وفق التنقيب الاثاري ولوجدت هذه السفن الفضائية مندثرة في مكان ما على وجه الارض اما قضية البؤر التي اشرنا اليها وتم تبيانها علمياً كبوابات نجمية فيمكن تدميرها كي لا تقع بايدي الاخرين وهذا ما سنثبته في المقالة الاخير التي تتعلق بمنسأة سليمان عليه السلام وسوف تضحك كثيراً اخي القارئ الكريم عندما تجد الاعتباط يصفها بالعصا ويتناسى ان النص صريح ولا يبدل شي بشيء اخر فقد وصفها مع موسى عليه السلام فلماذا يغمض الطرف عنها مع سليمان وستبكي اخي القارئ على ما فاتك من كشف اسرار هذه المنسأة والتي تم تدميرها من قبل الدابة والتي يعتبرونها دودة الارضه التي اكلت العصا ولا اعجب من قولهم هذا فهم لا يعرفون دلالة الاكل في القران وكل ما يفسرونه مرتبط ببطونهم الشرهة !! لا حول الهب حسبنا الله !!
التماثيل
لا بد من تعاقب لفظة "مثل" ومفرداتها ودلالاتها في القران وكما بدأنا بحثنا في نقل ما تقوله كتب والتفسير القوم فيما يخص "التماثيل" من أنها تماثيل الحيوان أو الملائكة أو الصالحين، ثم قالوا: لعل هذا كان جائزا في شرعه!.. ونحن كما قلنا سابقاً ان ما ذهب اليه الاعتباط بعيد عن منهجنا ولا نريد ان نخوض فيه بل نذكره كي يرى القارئ الكريم مدى المؤامرة على عقلة من قبل هؤلاء القوم وسنبدا بحديث عن الصادق عليه السلام ورد في بحار الانوار
عن أبان ، عن أبي العباس ، عن أبي عبدالله عليه السلام في
قوله : " يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل " فقال : والله ما هي تماثيل ( الرجال ) و ( النساء ) ! ولكن الشجر وشبهه .
ماذا يقصد الامام عليه السلام بقوله : الشجر وشبهه ؟
لنرى ماذا يقول المرحوم النيلي في تبيان دلالة لفظة الشجرة في اللغة الموحدة :
فهذا اللفظ مستعملٌ حالياً في منطقةٍ عربيةٍ بأربعة اتجاهات : الأول ( مادي حسي ) ويقصد به الشجرة المعهودة وهو أقوى الاتجاهات وأثبتها . والثاني ( عقلي سببي ) ويقصد به ( الذرية والأنساب ) لأنها تتفرع كتفرعات الشجرة . والاتجاه الثالث ( أدبي فكري ) ويقصد به ( النار ) . والاتجاه الرابع ( حرفي صناعي ) لتمثيل آلةٍ كالشجرة موجودة في ناقل الحركة للمكائن .
وإننا نرى إن الاتجاهات الثلاثة الأولى لا تتفق مع فكرة التماثيل ولم يبقى إلا الاتجاه الرابع وهو ما ينطبق على فكرة التماثيل ، فالذي تم نقله هو آلات كثيرة من تلك الحضارات الى كوكب الأرض بمعنى آخر أن هذه الآلات لم تكن أصلا موجودة على الأرض وبنقلها تمثلت تمثيل واقعي فأصبحت تلك الحضارات الفضائية ماثلة بتقنياتها وعلومها بشكل واقعي كما فعلت المجموعة مع مريم عليها السلام عندما أرسلت روحها (َتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً ) وهذا التمثيل واقعي تماما ، إذن فعملية التماثيل توحي لنا بنقل حضارات كاملة إلى كوكبنا هذا .
أما المادة الأولى من سياق الآية الكريمة ( محاريب ) فلا نراها إلا تلك الأماكن التي من خلالها يتم التحكم بإرجاء المملكة أي مملكة نبي الله سليمان عليه السلام فهي كما نسميها اليوم غرف عمليات منعزلة عن العامة تمثل القواعد العسكرية لنبي الله سليمان عليه السلام وما ينقل من الفضاء الخرجي الى الارض يكون في هذه القواعد !
وللقارئ الكريم إن ينظر في لفظة ( محراب ) ودلالته اللفظية فلقد وردت خمس مرات بإضافة آية المحاريب إليها وكلها تعني العزلة
{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }آل عمران37
{فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ }آل عمران39
{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً }مريم11
{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ }ص21
فمن ينظر في الموارد الخمسة، يجد ان لفظة المحراب لا يراد منه مكان الصلاة ، بل هي لغير الصلاة حيثما وردت ، إذ تنصرف إلى "العزلة" والتفرد أكثر من انصرافها للصلاة ، فالتي في "آل عمران" تبين جانب "العزلة"، حيث مريم في "المحراب" يأتيها رزقها بكرة وعشيا، فهي في "معزلها" تُعَدّ لأمر عظيم، فبات يأتيها رزقها خالص من الله، حتى يكتمل "عزلها" وتطهيرها.
أما نبي الله داوود عليه السلام وما حدث معه {إذ تسوروا المحراب} فيؤكد على انه أيضا كان في مكان منعزلا لذلك نراه عليه السلام فزع منهم لتأكده من خلوا المكان الا منه ( إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ{22}
أما زكريا وخروجه فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فدليل آخر على انه كان منعزلاً عن قومه في مكان معين.
لذلك نرى إن محاريب سليمان هي مكان منعزل عن الناس يتم فيه تجميع وتحضير ما تم نقله من تلك الحضارات الأخرى بعد دراسته ومعاينته وعند ذاك يخرج نبي الله سليمان عليه السلام بالمعاجز والصنايع العجيبية التي كانت تبهر الناس في زمانه .
ملاحظة هامة : ان كل الذي تم تصنيعة لنبي الله سليمان عليه السلام هو من النحاس حتى هذه المحاريب وهذا واضح في العلوم الحديثة وقد اشرنا اليه سابقا وقلنا ان النحاس مرتبط بالاتصالات والعلوم التقنية الحديثة :
قال مجاهد: ( المحاريب ) بنيان دون القصور وكانت من نحاس
للموضوع بقية......
.
لقد قال المفسرون في معنى جفان كالجواب": قصاع عظيمة للأكل، أي صحون كالأحواض الكبيرة!.
ولكن لماذا هذا التشبيه بالذات، أللسعة والاتساع فقط ، أم لشي آخر غيره؟.
يقول المرحوم النيلي في كتاب اللغة الموحدة :
نظراً لقدرة الكّاف على فرز المتآلفات مع بعضها على شكل مجموعات فقد أستُخدِم كأداةٍ تفيد التشبيه .
ويمكننا التعويض عن كاف التشبيه بحركة الكّاف المعرّفة بالجملة السابقة من غير إضافات مؤثرةٍ سوى الظرف الزماني ( عند ) والمكاني ( يوضعُ مع ) على النحو التالي :
لنفرض جملةً استعمل فيها كاف التشبيه مثل : ( إنّ السفرجل كالتفاح )
ولنعوض عن الكّاف بالتعريف :
[ إنّ السفرجل ( عند ) تكتله مع من يشبهه ( يوضع مع ) التفاح ]
إذن فالكاف لا يعوض عن العبارة وحدها ، بل وعن الظرفين المكتنفين للعبارة أيضاً ، فهو حركةٌ تامةٌ تستبطن ظرفي الزمان والمكان .
وسلوك الكّاف لا يتغيّر فهو يعمل نفس العمل أينما جاء . ولكن الحروف جميعاً تبني حركتها ـ كما علمت من قبل ـ على الحركة السابقة .
نقول: فما الفائدة من تشبيه الجفان بالجواب ؟
أن المتحصل من الجفان وعلاقتها بالجواب على ضوء ما قدمه المرحوم النيلي من مثل هو عملية تشبيه بما مفترض عندنا اليوم بـ السفر عبر الزمن ـ فهذه المادة العلمية الوحيدة من مجموع المواد الاربعة تم تشبيهها لنا في النص وذلك لمعرفته بقصورنا عن ادراك هذه العملية وها نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين لا ندركها بل نتصورها وفق معطيات علمية وسنبين للقارئ فكرتنا عنها كما ونلفت أيضا إلى ما في جذر "جَفَنَ" وعلاقته بالغطاء الذي يحوي العين من فوقها ومن أسفلها، وما قد تفيده هذه العلاقة من وظيفة العين من اللحظ والاحتواء للصّور ، فالجفن بمثابة سيcوريتي عملية امنية في منع بعض الاشكال من التخلل عندما لا نرغب في النظر اليها او حجب الضوء المنعكس الى العين ، وفي ما نلمح اليه يحجب الاشياء الغير مرغوب فيها من الولوج في عملية السفر من باقي الكواكب الاخرى !. فارجو ان تلاحظ اخي القارئ دلالة الجفن وتتصورشكله وتقعيره، ومن الجابية جمعها ولمّها للاشياء حتى يظهر لك المعنى المتحصل من جفان كالجواب ولكي تتصور آلة علمية كبير بهذا الحجم وما باستطاعتها من التقاطه ونقلة من والى أي مكان وباي حجم كان كما باستطاعتها ايضا ان تصنع نسخ لما موجود في باقي الكواكب الأخرى ، واني لأعلم ان هنالك من يترصد منهجنا ويريد ان يتصيد ويلوي كلامنا الى غير ما نريد ان نوجهه ! وقبل ان ادخل في شرح هذا الموضوع اقول له: انظر الى آلية نقل العرش فاذا تقبلتها فأنت ملزم بان تتقبل هذا الكلام !
وسنوضح هذه العملية بشرح علمي كما ارجو ان لا ينسى القارئ الكريم ما افترضناه بخصوص القدور الراسيات لان الجفان لا تعمل بمعزل عن القدور فهي مرتبطة بها وهي البوابات التي يتوقف فيها الزمن ، وهي البؤر التي تدخل منها المخلوقات الفضائية أو ما تنقله لنا هذه المخلوقات ، فتعمل هذه البؤر كبوابات كبيرة وعظيمة تنقل الأشياء من وإلى عوالم بعيدة وأزمنة مختلفة !! فهي ليست حفر عميقة مثلما ذهب اليه المفسرون بل هي بؤرتلم وتلتقط !
نعم فنحن لا نعتقد بالتفسير الذي يأخذ بذهنية القارئ الى ان جفان كالجواب": قصاع عظيمة للأكل، أي صحون كالأحواض الكبيرة!.!! ان هذا التفسير لو اننا بعثنا هذا التفسير الى من نريد اطلاعه على اسرار القران العلمية ونقول له هذا ما عمله نبي الله سليمان عليه السلام بعد ان سخرت له كل القوانين والمخلوقات فماذا ترى عزيزي القارئ الا يستهزئ بقولنا هذا ، واي اسرار هذه التي تركها لنا الاعتباط قصاع عظيمة للأكل !!! وعندما تقول لهم وكيف ذاك ؟ سيقولون الا تلاحظ جيشه وكثرته !! ولكن ما رابطة جيشه بهذا فالنص يقول يعملون له أي لسليمان عليه السلام ولم يقل للجيش حتى يأكلوا ! فأن كان الامر كما اخرجه القوم فسيكون بهذه الصورة ( قصاع عظيمة للأكل معدة لسليمان عليه السلام ) ولا ندري يأكل منها ام يتأمل فيها !! أكرم اخي القارئ بهذا التفسير وانعم ، واني والله لاستغرب من هذه المؤسسة الاعتباطية فهي من باب في لهاث دائم ومستمر خلف المؤسسات العلمية وما تتوصل اليه وتحاول ان تخّرج بعض ما اعياها فهمه بالاتكاء على تفسيراتها العلمية فلماذا تصف سليمان عليه السلام بأنسان بدائي لا يهتم الا بالاكل وغيره !! لماذا لم ينصف هذا النبي المفهّم من قبل المجموعة التي تكلمنا عنها سابقاً (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ) !!؟
النقل عن بعد
الترجمة الحرفية لعبارة (TELEPORTATION) تعني (النقل عن بُعد). والمقصود هنا أن يتم نقل الجسم البشري أو المواد الأخرى بدون الاعتماد على وسيلة مواصلات متحركة. الفكرة التي ما فتئ الكتاب يستخدمونها هي في تفكيك ذرات الجسم في نقطة ما ومن ثم إعادة تركيبها على النحو الأصلي في نقطة أخرى! وهي كما قدمناه في عملية نقل العرش الفرق بينها ان الاول جلب العرش من نفس الرقعة الجغرافية واقصد بها الارض ، اما الثاني فيكون الاستحضار والجلب من رقع مختلفة أي من كواكب وعوالم متعددة !
ولاشك بأن المعضلة الأولى التي سيواجهها المعنيون بهذه الأبحاث في عصرنا هذا هي في حجم الذاكرة اللازم لتخزين موقع وحالة كل ذرة وكل (كوارك) في الجسم البشري لتتم إعادة تجميعها لاحقاً وفي كيفية تخزين هذه البيانات والذرات ونقلها عبر الفضاء .
ولكن : هل سيضمن التفكيك وإعادة التركيب استمرارية الحياة في الجسد ؟ ماذا سيحل ( بالروح ) أثناء الفناء الوقتي للجسد ؟ وبين الكينونتين هل يعد الإخفاء.. ولو لبرهة بمثابة القتل وسلب الحياة ؟ ومن يضمن أن تبقى الذاكرات والخبرات والأفكار حتى لو نجح تركيب الخلايا الأيدي والأرجل والأحشاء ؟
فيزياء الكمّ تتدخل هنا مرة أخرى لترسم إطاراً نظرياً للفكرة. فصنع (نسخة) أخرى للجسم يقتضي إعادة صياغة حالته الكمية والتي لا يمكن توقعها أساساً وفقاً لروح الفكرة الكمية. ولأن الفيزياء الكمية ترفض مبدأ التفكيك التدميري كما تقدم مع (آلة الزمن) أعلاه فإن كل عملية انتقال آني تُعلل هنا على أساس أنها مجرد تخليق لنسخ أخرى من الحالة الأصلية!
واحدة من أكثر تقنيات الانتقال الآنية (التخيلية) شيوعاً تعتمد على العبور من خلال الثقوب السوداء أو عبر الفضاء المختصر المعروف أيضاً باسم ثقب الدودة (Worm Hole). وهذه المصطلحات تعبر كلها عن حالات خلل في الفضاء تنهار فيها قوانين الفيزياء والوقت. مما يعني إمكانية إيجاد طريق مختصرة عبر الفضاء أو حتى عبر الوقت من خلال المرور داخل إحدى هذه النقاط السحرية. وغني عن الذكر أن الثقوب السوداء تملأ الكون من حولنا ويتم رصد المزيد منها من حين لآخر.
هناك تطبيقات أخرى للنقل الآني الكمي بالذات تتجاوز نقل الأجسام الحية عبر الفضاء لتغطي كامل طيف المادة والمعلومة. بالنسبة للفيزيائيين في الكون بأسره ليس سوى آلة حاسبة أو كومبيوتراً. لأن لكل ذرة في الكون حالة معينة قابلة للتغيير وذاكرة لهذه الحالة. وبالتالي فإن القدرة على التعامل مع ذرات الكون من منظور كمي تعني استغلاله بالكامل كأكبر حاسوب موجود على الإطلاق. التطبيقات المقترحة تشمل الطب التخيلي الذي يتم فيه تغيير الحالة الآنية لصالح أخرى أفضل وحتى السفر نحو المستقبل عبر تخليق نسخ أخرى والاحتفاظ بها ثم إظهارها عبر فترات زمنية أطول.
في صيف 2002 نجح فريق من العلماء في نقل شعاع ليزر على نحو كمي آني. بمعنى أن الفريق نجح وفقاً لنظريات (التشابك الكَمّي – Quantum Entanglement) المذكورة أعلاه في (نسخ) فوتونات أو جزيئات الشعاع الضوئية ومن ثم قام بتقليدها على هيئة جزئيات أخرى وإعادة تكوينها عبر موضع آخر من الفضاء أي تم تمثيلها . وهو ما عُد فتحاً علمياً وإثباتاً مباشراً لبعض أفكار (آينشتاين). وبالرغم من أن نجاح هذه التجربة مرتبط بشكل مباشر بعلميّ (المعلوماتية الكمية) و (الحوسبة الكمية).. إلا أنها تمثل كذلك أملاً أمام الحالمين بيوم تكون فيه أجهزة للانتقال اللحظي بين بقاع الأرض هذه أو الكوكب الأخرى .
ان افتراضنا هذا وبهذا الشكل لسبب وجيه وهو ان سليمان عليه السلام لو كان عنده كما يسمونه اليوم سفن فضائية لتم كشفها وفق التنقيب الاثاري ولوجدت هذه السفن الفضائية مندثرة في مكان ما على وجه الارض اما قضية البؤر التي اشرنا اليها وتم تبيانها علمياً كبوابات نجمية فيمكن تدميرها كي لا تقع بايدي الاخرين وهذا ما سنثبته في المقالة الاخير التي تتعلق بمنسأة سليمان عليه السلام وسوف تضحك كثيراً اخي القارئ الكريم عندما تجد الاعتباط يصفها بالعصا ويتناسى ان النص صريح ولا يبدل شي بشيء اخر فقد وصفها مع موسى عليه السلام فلماذا يغمض الطرف عنها مع سليمان وستبكي اخي القارئ على ما فاتك من كشف اسرار هذه المنسأة والتي تم تدميرها من قبل الدابة والتي يعتبرونها دودة الارضه التي اكلت العصا ولا اعجب من قولهم هذا فهم لا يعرفون دلالة الاكل في القران وكل ما يفسرونه مرتبط ببطونهم الشرهة !! لا حول الهب حسبنا الله !!
التماثيل
لا بد من تعاقب لفظة "مثل" ومفرداتها ودلالاتها في القران وكما بدأنا بحثنا في نقل ما تقوله كتب والتفسير القوم فيما يخص "التماثيل" من أنها تماثيل الحيوان أو الملائكة أو الصالحين، ثم قالوا: لعل هذا كان جائزا في شرعه!.. ونحن كما قلنا سابقاً ان ما ذهب اليه الاعتباط بعيد عن منهجنا ولا نريد ان نخوض فيه بل نذكره كي يرى القارئ الكريم مدى المؤامرة على عقلة من قبل هؤلاء القوم وسنبدا بحديث عن الصادق عليه السلام ورد في بحار الانوار
عن أبان ، عن أبي العباس ، عن أبي عبدالله عليه السلام في
قوله : " يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل " فقال : والله ما هي تماثيل ( الرجال ) و ( النساء ) ! ولكن الشجر وشبهه .
ماذا يقصد الامام عليه السلام بقوله : الشجر وشبهه ؟
لنرى ماذا يقول المرحوم النيلي في تبيان دلالة لفظة الشجرة في اللغة الموحدة :
فهذا اللفظ مستعملٌ حالياً في منطقةٍ عربيةٍ بأربعة اتجاهات : الأول ( مادي حسي ) ويقصد به الشجرة المعهودة وهو أقوى الاتجاهات وأثبتها . والثاني ( عقلي سببي ) ويقصد به ( الذرية والأنساب ) لأنها تتفرع كتفرعات الشجرة . والاتجاه الثالث ( أدبي فكري ) ويقصد به ( النار ) . والاتجاه الرابع ( حرفي صناعي ) لتمثيل آلةٍ كالشجرة موجودة في ناقل الحركة للمكائن .
وإننا نرى إن الاتجاهات الثلاثة الأولى لا تتفق مع فكرة التماثيل ولم يبقى إلا الاتجاه الرابع وهو ما ينطبق على فكرة التماثيل ، فالذي تم نقله هو آلات كثيرة من تلك الحضارات الى كوكب الأرض بمعنى آخر أن هذه الآلات لم تكن أصلا موجودة على الأرض وبنقلها تمثلت تمثيل واقعي فأصبحت تلك الحضارات الفضائية ماثلة بتقنياتها وعلومها بشكل واقعي كما فعلت المجموعة مع مريم عليها السلام عندما أرسلت روحها (َتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً ) وهذا التمثيل واقعي تماما ، إذن فعملية التماثيل توحي لنا بنقل حضارات كاملة إلى كوكبنا هذا .
أما المادة الأولى من سياق الآية الكريمة ( محاريب ) فلا نراها إلا تلك الأماكن التي من خلالها يتم التحكم بإرجاء المملكة أي مملكة نبي الله سليمان عليه السلام فهي كما نسميها اليوم غرف عمليات منعزلة عن العامة تمثل القواعد العسكرية لنبي الله سليمان عليه السلام وما ينقل من الفضاء الخرجي الى الارض يكون في هذه القواعد !
وللقارئ الكريم إن ينظر في لفظة ( محراب ) ودلالته اللفظية فلقد وردت خمس مرات بإضافة آية المحاريب إليها وكلها تعني العزلة
{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }آل عمران37
{فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ }آل عمران39
{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً }مريم11
{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ }ص21
فمن ينظر في الموارد الخمسة، يجد ان لفظة المحراب لا يراد منه مكان الصلاة ، بل هي لغير الصلاة حيثما وردت ، إذ تنصرف إلى "العزلة" والتفرد أكثر من انصرافها للصلاة ، فالتي في "آل عمران" تبين جانب "العزلة"، حيث مريم في "المحراب" يأتيها رزقها بكرة وعشيا، فهي في "معزلها" تُعَدّ لأمر عظيم، فبات يأتيها رزقها خالص من الله، حتى يكتمل "عزلها" وتطهيرها.
أما نبي الله داوود عليه السلام وما حدث معه {إذ تسوروا المحراب} فيؤكد على انه أيضا كان في مكان منعزلا لذلك نراه عليه السلام فزع منهم لتأكده من خلوا المكان الا منه ( إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ{22}
أما زكريا وخروجه فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فدليل آخر على انه كان منعزلاً عن قومه في مكان معين.
لذلك نرى إن محاريب سليمان هي مكان منعزل عن الناس يتم فيه تجميع وتحضير ما تم نقله من تلك الحضارات الأخرى بعد دراسته ومعاينته وعند ذاك يخرج نبي الله سليمان عليه السلام بالمعاجز والصنايع العجيبية التي كانت تبهر الناس في زمانه .
ملاحظة هامة : ان كل الذي تم تصنيعة لنبي الله سليمان عليه السلام هو من النحاس حتى هذه المحاريب وهذا واضح في العلوم الحديثة وقد اشرنا اليه سابقا وقلنا ان النحاس مرتبط بالاتصالات والعلوم التقنية الحديثة :
قال مجاهد: ( المحاريب ) بنيان دون القصور وكانت من نحاس
للموضوع بقية......
.
aboujamil- عضو مجتهد
- المدينة : ouarzazat
العمر : 44
المهنة : ...............
عدد المساهمات : 64
نقاط : 111
تاريخ التسجيل : 22/02/2010
رد: قراءة جديدة لما توصل إليه نبي الله سليمان
( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ
)
الأخوة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المرة سيكشف لنا النص القرآني عن تقنية علمية أخرى لنبي الله سليمان عليه السلام .. تتجاوز تقنيات عصرنا فتطلعنا على تقنيات وأفكار (موغلة) في الزمن الماضي منها يكتشف القارئ ان حضارة الغرب التي يتفاخرون بها لم تصل بعد الى ابجديات علوم الأولياء التي تم إخفائها وطمسها من قبل المؤسسات الدينية المنكوسة ! فهناك مؤامرة على الحضارات القديمة وخصوصاً على حضارتنا حضارة وادي الرافدين انظر الى عالم الآثار الأمريكي مايكل كريمو وما يقول يقول : أن الكنيسة المسيحية حاربت أو طمست العديد من الاكتشافات الأثرية والأحفورية القديمة لمجرد أنها تتعارض مع الروايات الإنجيلية حول الخلق وتطور المجتمعات الأخرى. ويستعرض في كتابه «التاريخ المخفي للجنس البشري» قائمة طويلة لمثل هذه المواقف التي تبناها الفاتيكان والكنيسة الإنجيلية في المائتي عام الماضية ء مثل موقف الكنيسة البريطانية من ضريح توت عنغ آمون، واعتراض الفاتيكان على فكرة عيش الديناصورات قبل ملايين السنين... ء !!
أما جيبي برينان فيستعرض في كتابه رحلة عبر الزمن ــ TIME TRAVEL اكتشافات أثرية كثيرة عظيمة – في العراق والصين والبيرو وتايلند وبحر إيجه ء تثبت ظهور مجتمعات بشرية مجهولة تميزت بتقدمها التكنولوجي الكبير. وبعد كل مرة ء يستعرض فيها اكتشاف كهذا ء يتساءل عن سر اختفائه وعدم انتشاره ولماذا حورب من قبل الأوساط الدينية أو العلمية المحافظة ...
هل المنسأة عصا ... أم آلة متطور وحافظة لبدن نبي الله سليمان عليه السلام ؟
نبتدئ بسؤال علمي : كيف يتسنى للميت الوقوف على عصا ؟ بموت الإنسان ألا تموت خلايا الدماغ وبالتالي يتعطل الجهاز العصبي الذي يجهز العضلات بالايعازات لكي تعطي الجسم هذه الأشكال من الوقوف والجلوس وباقي الأفعال الطبيعية الأخرى ؟ هل سمعت أخي القارئ في حياتك إن عصا تقّوم بدن ميت ؟ بــل انك لو ربط بدن إنسان ميت إلى خشبة غليظة لما انتصب ذلك البدن بالوقوف المعتدل ! وما يراه احد إلا ويقول إن هذا الرجل ميت ! فكيف لم ينتبه إلى موت سليمان عليه السلام كل تلك المخلوقات ؟
علمياً ان الإنسان الواقف عندما يموت يخر ساقطاً لوجهه في نفس اللحظة ! وذلك لتوقف سائر خلايا الجسم عن العمل ، فكيف نستوعب ان سليمان عليه السلام عندما مات بقى متكأ على عصاه لفترة طويلة ؟ ثم من قال ان العصا هي نفسها المنسأة الم يذكر القران الكريم العصا ونسبتها الى موسى عليه السلام ؟
ان النص دقيق في وصف الممتلكات الخاصة فتراه دقيق من حيث التسمية والنسب فأين العصا من المنسأة ؟
ان المنهج يرى ان هذه المنسأة ما هي إلا آلة علمية متطورة جداً و ( حافظة ) لبدن نبي الله سليمان عليه السلام بعد موته فتعطيه ما يمده بالطاقة ليبقيه في صورته وقوامه أي تأخيره والظاهر إن هذه الآلة لا يعلمها إلا نبي الله سليمان ! فالمنهج يرى ان المنسأة مأخوذة من النسأ وبعد تتبع المفردات القرآنية فأنه يثبت للقارئ الكريم دلالة لفظة نسأ من نفس القران ويؤكد ما تعنيه هذه اللفظة بوضوح تام على إنها تعني ( التأخير ) فلقد تم استعمالها على هذا النحو في القران والسنة الشريفة:
أما في القران فلقد وردة في سورة التوبة :
إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ [التوبة : 37] وهنا يعني تأخير الشهر الحرام لمصالح ذاتية
أما في حديث المعصوم عليه السلام فلقد وردت هذه اللفظة لتعطينا نفس ما استدل به منهجنا وهو التأخير .
عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ( عليه السلام ) قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) صِلْ رَحِمَكَ وَ لَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ وَ أَفْضَلُ مَا تُوصَلُ بِهِ الرَّحِمُ كَفُّ الْأَذَى عَنْهَا وَ صِلَةُ الرَّحِمِ مَنْسَأَةٌ فِي الْأَجَلِ مَحْبَبَةٌ فِي الْأَهْلِ .. وهنا أيضا تعني تأخير .
علاقة دابة الأرض بالمنسأة :
مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأرْضِ ... تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ
إن دور وعلاقة دابة الأرض بالمنسأة وحسب ما يبينه ويظهره السياق القرآني للآية الكريمة يتمحور في نقطتين نلفت عناية القارئ اليهما :
النقطة الأولى : إن دابة الأرض وحسب سياق الآية أعطت دلالة واضحة على إن سليمان عليه السلام قد مات وهذا يعني ان هنالك حضور لغير يشهدون هذه العملية كما تلاحظ أخي القارئ فعل ( دلهم ) يفيد الماضي على خلاف ما ستراه في النقطة الثانية وهذا يعني إن دابة الأرض أعطت دلالة واضحة على موته قبل إن تأكل منسأته .
النقطة الثانية : إن لفظة ( تأكل ) تشير إلى الاستمرار وهذا يعني إن المنسأة موجودة حالياً ودابة الأرض كذلك لا زالت مستمرة تأكل في هذه المنسأة ! فكم عمر هذه الدابة إذا كانت وحسب تفسيراتهم حشرة الأرضة ( النمل الأبيض )؟ إنها لا زالت باقية إلى الآن ؟ فالنص القرآني يؤكد استمرارها بالأكل من ذلك اليوم إلى يومنا هذا وستستمر لأن اللفظة باقية وستبقى في كتاب الله تعالى !
ثم إن القران يصف دابة على إنها تكلم الناس فهل سيقولون انها حشرة او يسمونها اسماً آخر استغفر الله من هذا القول :
وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ [النمل : 82]
ولأننا قلنا إن المنسأة آلة علمية متطورة لا يعلم استخدامها إلا نبي الله سليمان عليه السلام فيجب إن تكون هذه الدابة لها دراية وعلم فوق علم سليمان عليه السلام كي تسيطر على عمل هذه الآلة وتفصل بدنه عنها! ، فمسألة الأكل لا تعني الأكل المعهود لدينا أي إدخال الطعام من الفم ومن ثم إلى المعدة بل هو استهلاك طاقة معينة سواء كانت مادية او معنوية وموارد الأكل في القران كثيرة وتثبت ما ذهبنا إليه منها :
{وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة188 ...
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران130 ...
{وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً }النساء2
فهل يعني الأكل في هذه الآيات الأكل المعهود !! أم هو استهلاك هذه الأموال ؟
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
للموضوع بقية....
.
aboujamil- عضو مجتهد
- المدينة : ouarzazat
العمر : 44
المهنة : ...............
عدد المساهمات : 64
نقاط : 111
تاريخ التسجيل : 22/02/2010
رد: قراءة جديدة لما توصل إليه نبي الله سليمان
هل ارتبطت هذه الأرض بشخوص المجموعة القرآنية ؟
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
لقد لاحظنا ان نبي الله سليمان عليه السلام قد سخر له كل شيء وهذا التسخير كان مرتبط ارتباط وثيق بجوهر القانون والفت انتباه وعناية القارئ الى شيء مهم وهو ان اغلب موارد التسخير كانت لا تخلو من التحكم بالزمن فنراه يختزل الزمن في موارد معينة ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ) وهذا الاختزال الزمني مرتبط بالريح وهنا نكتة جداً لطيفة فاتت المفسرين باجمعهم للأسف فكلهم يقولون ان سليمان كان مقره في بيت المقدس أي في فلسطين وعلى ضوء كلامهم هذا نود ان نتساءل عن قول المجموعة القرآنية عندما تقول (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ [الأنبياء : 81]
إن النص واضح وجلي كل الجلاء حيث يقول تجري بأمره الى الأرض التي باركنا فيها ، فأين هذه الأرض ؟ وهل دلنا عليها ؟ وعندما تسمع جوابهم ستصدم أخي القارئ لأن جوابهم بخصوص الأرض المباركة هو نفس بيت المقدس !! بربك فهل في ذلك تمكين لنبي الله سليمان عليه السلام ام استهزاء بما لديه ؟
نحن نعلم ان انطلاقته كانت من نقطة مكانية معينة وهي ارض فلسطين فان كان سلام الله عليه ينطلق من نقطة مكانية معينة فيستوجب ان تكون هنالك نقطة أخرى قد قصدها غير تلك نقطة التي انطلق منها!
كما أرجو ان لا يخفى عليك عزيزي القارئ كيفية هذا التخرج عند هؤلاء القوم لهذا التفسير المشين لقدرات نبي الله سليمان عليه السلام فلقد ربطوا هذا التفسير بتقسير آخر ويا ليتهم قد افلحوا واصابوا بل زادوا تيهاً وعمى فلقد اتبط قولهم بقول نفس المجموعة القرآنية : سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الإسراء : 1]
فأين هذه الآية ودلالاتها من تفسيرهم !! وهذا الامر قد بينه المرحوم النيلي رحمه الله في كتاب النظام القراني وعلى ضوء ما قدمه اصبح من البديهيات لدينا أن المسجد الأقصى في السماء ولا يقصد منه بيت المقدس الذي في الشام انظر ماذا يقول ابو جعفر عليه السلام في تفسير القمي : عن مالك الاسدي عن اسماعيل الجعفي
قال كنت في المسجد الحرام قاعدا وأبو جعفر عليه السلام في ناحية فرفع رأسه فنظر
إلى السماء مرة وإلى الكعبة مرة ثم قال : سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من
المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلي فقال :
أي شئ يقولون أهل العراق في هذه الآية يا عراقي ؟ قلت يقولون أسرى به من
المسجد الحرام إلى البيت المقدس فقال : لا ليس كما يقولون ، ولكنه أسرى به
من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى السماء .
أذن أين هذه الأرض المباركة ؟
نقول ان هذه الأرض التي باركوا فيها قد ذكرت في مورد آخر وبنفس التركيب القرآني ( إلى الأرض التي باركنا فيها ) ان هذه الأرض هي ارض الأولياء والأنبياء ومحط ركابهم ان هذه الأرض يحن إليها أهل السماء وهي قطعة من الجنة , فلا ينبأ نبي ولا يرسل رسول إلا بعد زيارتها والتعرف على أسرارها وخصوصيتها ، حتى الذين قد أنجتهم هذه المجموعة من أقوامهم أتت بهم الى نفس هذه الأرض فهي مقصد الحج للأنبياء والمرسلين انظر وتأمل أخي القارئ الكريم {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ }الأنبياء71
فهل يعقل ان سليمان عليه السلام مع ما أوتي من التمكين لم يذهب اليها ؟
وبعد هذا الكلام أسألك أخي الكريم هل تعرفت على هذا الأرض المباركة ؟
aboujamil- عضو مجتهد
- المدينة : ouarzazat
العمر : 44
المهنة : ...............
عدد المساهمات : 64
نقاط : 111
تاريخ التسجيل : 22/02/2010
مواضيع مماثلة
» البقاء لله (تاهبوريت في دمة الله) إنا لله وإنا إليه راجعون
» كيف انتقم الله من الذين سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم عبر التاريخ؟
» إذا تركت فنجان قهوتك وعدت إليه بعد فترة، حتمًا سيبرد
» إذا تركت فنجان قهوتك وعدت إليه بعد فترة، حتمًا سيبرد
» فما فائدة قراءة القرآن إذن
» كيف انتقم الله من الذين سبوا الرسول صلى الله عليه وسلم عبر التاريخ؟
» إذا تركت فنجان قهوتك وعدت إليه بعد فترة، حتمًا سيبرد
» إذا تركت فنجان قهوتك وعدت إليه بعد فترة، حتمًا سيبرد
» فما فائدة قراءة القرآن إذن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى