إنتقام

في جوف الليل،من بين أحضان الظلام، تسلل بهدوء رهيب إلى غرفتي، لم يكن حلما، ولا كابوسا، كانت عيناه تلمعان وسط العتمة، نظر في عيني مباشرة، نظرته القاسية تنم عن حقد دفين مند زمن، مازال يتذكر الضربة الموجعة التي تلقاها من كعب حذائي ذات يوم، حين كان يتسلل ليسرق قطع اللحم من المطبخ، ربما هي إرادة الانتقام قد تأججت في أعماقه فقرر أن يضع لها حدا هذه الليلة، حدق في وجهي مطولا، كان يستطيع رؤية تعابير وجهي و الرعب الذي يسري في جسدي، أما أنا فلم أكن أرى غير ضوء عينيه، بدا لي كقطار قادم من بعيد ليجدني مكبلا في سكته، بدا يقترب من سريري رويدا رويدا، حتى أصبح أمام وجهي ، كشر عن أنيابه الحادة، اقشعر بدني وتصببت عرقا، لم أكن في حالة تسمح لي بمواجهته فقد نال مني المرض وأقعدني في الفراش بلا حول و لا قوة، تريث لحظة ثم اتخذ وضعية الهجوم، ابرز مخالبه وثنى قائمتيه الخلفيتين، ثم قفز مباشرة في اتجاهي، أغمضت عيني كي لا أراه يمزق جثتي، أحسست بجسده الصغير يمر أمام عيني ويتجاوزني إلى الجهة الأخرى، التفت إليه، كان يحدق في شيء على الحائط،، استجمعت قواي وتغلبت على فزعي، مددت يدي إلى جوار السرير، أشعلت المصباح لأرى بوضوح، يال الهول، لقد كانت هناك طوال الوقت تقف عند رأسي تنتظر الفرصة لتقبلني و تنثر سمها في جسدي المنهك، اقترب منها بدافع الفضول حاول مداعبتها، لكنها لم تكن في مزاج يسمح لها بتلقي الدعابات ، فقد أتقل كاهلها المنجنيق الأسود الذي تحمله على ظهرها، وما كان منها إلا أن ردت على مداعبته بضربة منه، تفاداها بخفته المعهودة، أثارت غضبه فمزقها بمخالبه وحملها بأنيابه ليرميها بعيدا،عاد مسرعا إلى الغرفة ليكمل ما جاء من اجله ، توقف بالباب لينظف مخالبه من قذارتها، تقدم نحو فراشي قفز من جديد نحو وجهي، تمسح بي واستلقى لينعم بالدفء إلى جانبي، ياله من قط مدلل