المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 فاتحي مواضيع
kasba | ||||
النورس | ||||
hatimo | ||||
le prince | ||||
my mustapha | ||||
المبدع | ||||
rosana | ||||
Mystèrieux | ||||
moulay | ||||
عاشقة الفن |
على هامش الذاكرة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
على هامش الذاكرة
كانت مجرد حادث بسيط، لم أجد له في ذاكرتي سوى هامش ضيق على إحدى الصفحات المليئة بالأحداث الكبرى، بدت هي أمامها شيئا تافها ملقى على حافة الطريق العام، كلما قلبت أوراق ذاكرتي بحثا عن شيء ما أجدها تتمسك باستماتة غريبة بذلك الهامش وتتدافع مع اشد الأحداث استنزافا للذاكرة لتبقى حية فيها، لم أول اهتماما كبيرا لتشبثها العنيد بذاكرتي المزدحمة بصنوف الأحداث، السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها، و التي تزداد اتساعا مع تراكم الصفحات المليئة بالتفاصيل حتى المملة و التافهة منها، في إحدى عواصف الأحداث المتلاحقة تراكمت التفاصيل في تلك الصفحة، وامتدت حتى الهامش دافعة إياها نحو حافة النسيان، قاومت كعادتها بشراسة، وتشبثت بأسنانها وأظافرها، لكن سيل التفاصيل الأحمق لم يرحمها، فاستمر في دفعها، انقلعت أظافرها وأسنانها، وهوت نحو العالم المنسي، لتسقط فوق ركام الماضي، الذي غطاه غبار الزمن وحطّمه السقوط المستمر للأحداث الضعيفة، ظلت هناك فاقدة وعيها مطمورة وسط الذكريات المحظورة.
في زيارتي التالية للذاكرة أضأت كل المصابيح، وفتحت الستائر، استفزتني تلك الفوضى العارمة للأحداث المتنوعة، الفريدة والروتينية، وجبال التفاصيل الضخمة التي لا طائل من كثيرها، بحثت بينها عن معلومات مهمة استثمرها في موضوعي الجديد، كنت متأكدا أنني سأعثر على بعضها، لكنني لم أجد شيئا، انتبهت حينها أن هناك خللا ما، أعدت تنظيم كل شيء في مكانه وقمت بترتيب الصفحات، بينما كنت أضع آخر ورقة، ألقيت نظرة إلى الهامش، لم أجدها هناك، أعدت تقليب الصفحات الأخرى، علني أخطأت أو غفلت عنها، لم أجد لها أي اثر في أي هامش، تفحصت المكان جيدا، في ذلك الهامش بالذات ثمة ثغرة كبيرة تنفد منها الأشياء نحو العالم المنسي، عالجت الأمر في الحال، فبنيت سياجا صلبا حول الثقب الكبير ليحول دون أي تسرب أو فرار من الذاكرة، ثم عدت لممارسة الحياة من جديد دون أن انزعج لغيابها عن ذاكرتي، لكن المصباح الذي كان معلقا فوق ذك الهامش ظل يومض طوال الوقت رغم محاولاتي اليائسة لإصلاحه أو تبديله.
في تلك الأثناء، كانت قد نجحت في الإفلات من تحت الأنقاض، وبدأت تتسلق حبال الزمن نحو الحاضر، تقاوم رياح النسيان العاتية، وتقاتل أشباح الماضي التي كانت تجرها نحو الأسفل، رفضت الاستسلام لكونها مجرد ذكرى منسية في نفق التاريخ المعتم، صمدت أمام التاريخ نفسه بكل أسلحته، تحدته، فهزمته، لتصل إلى السياج الفاصل، تسلقته بمشقة رغم ارتفاعه، أصبحت على مشارف الذاكرة، أطلقت عبارة غريبة ظلت تتردد في كل الأرجاء:" الآن حان وقت الأرق " ثم ألقت بكل تقلها عند آخر نقطة حبر، أحسست بجسدها المثخن بالجراح وهو يرتطم بذاكرتي بعنف، محدثا دويا هائلا ظننت أن العالم كله قد سمعه، فزعت من نومي، تناولت سلاحي وتسللت إلى الذاكرة، أضأت كل المصابيح من جديد، صوبت نحو مصدر الصوت، لمحت جسدها يحتل صفحتي الوسط، وقد غطى ظلها كل ما قبلها، ودماءها سالت على ما بعدها...
في زيارتي التالية للذاكرة أضأت كل المصابيح، وفتحت الستائر، استفزتني تلك الفوضى العارمة للأحداث المتنوعة، الفريدة والروتينية، وجبال التفاصيل الضخمة التي لا طائل من كثيرها، بحثت بينها عن معلومات مهمة استثمرها في موضوعي الجديد، كنت متأكدا أنني سأعثر على بعضها، لكنني لم أجد شيئا، انتبهت حينها أن هناك خللا ما، أعدت تنظيم كل شيء في مكانه وقمت بترتيب الصفحات، بينما كنت أضع آخر ورقة، ألقيت نظرة إلى الهامش، لم أجدها هناك، أعدت تقليب الصفحات الأخرى، علني أخطأت أو غفلت عنها، لم أجد لها أي اثر في أي هامش، تفحصت المكان جيدا، في ذلك الهامش بالذات ثمة ثغرة كبيرة تنفد منها الأشياء نحو العالم المنسي، عالجت الأمر في الحال، فبنيت سياجا صلبا حول الثقب الكبير ليحول دون أي تسرب أو فرار من الذاكرة، ثم عدت لممارسة الحياة من جديد دون أن انزعج لغيابها عن ذاكرتي، لكن المصباح الذي كان معلقا فوق ذك الهامش ظل يومض طوال الوقت رغم محاولاتي اليائسة لإصلاحه أو تبديله.
في تلك الأثناء، كانت قد نجحت في الإفلات من تحت الأنقاض، وبدأت تتسلق حبال الزمن نحو الحاضر، تقاوم رياح النسيان العاتية، وتقاتل أشباح الماضي التي كانت تجرها نحو الأسفل، رفضت الاستسلام لكونها مجرد ذكرى منسية في نفق التاريخ المعتم، صمدت أمام التاريخ نفسه بكل أسلحته، تحدته، فهزمته، لتصل إلى السياج الفاصل، تسلقته بمشقة رغم ارتفاعه، أصبحت على مشارف الذاكرة، أطلقت عبارة غريبة ظلت تتردد في كل الأرجاء:" الآن حان وقت الأرق " ثم ألقت بكل تقلها عند آخر نقطة حبر، أحسست بجسدها المثخن بالجراح وهو يرتطم بذاكرتي بعنف، محدثا دويا هائلا ظننت أن العالم كله قد سمعه، فزعت من نومي، تناولت سلاحي وتسللت إلى الذاكرة، أضأت كل المصابيح من جديد، صوبت نحو مصدر الصوت، لمحت جسدها يحتل صفحتي الوسط، وقد غطى ظلها كل ما قبلها، ودماءها سالت على ما بعدها...
خالد نجاح- عضو جديد
- المدينة : قلعة مكونة
العمر : 40
المهنة : تقني
عدد المساهمات : 18
نقاط : 30
تاريخ التسجيل : 06/08/2009
رد: على هامش الذاكرة
من الأحدات ما لا يمكن محوه ببساطة بل منها ما يضل ما دامت الحياة لكن لأول مرة أرى ذاكرة أو ذكرى بهذه الطريقة لا أعلم هل لي حق السؤال عماهيتها أم أن القصة من نسج الخيال
على كل حال فقد أبدعت بمعنى الكلمة ولا أضنني أهلا لمناقشة أسلوبك سوى أن أقول أنك مبدع
على كل حال فقد أبدعت بمعنى الكلمة ولا أضنني أهلا لمناقشة أسلوبك سوى أن أقول أنك مبدع
nawal- عضو فعال
- المدينة : warzazat
العمر : 38
المهنة : étudiante
عدد المساهمات : 139
نقاط : 172
تاريخ التسجيل : 20/08/2009
رد: على هامش الذاكرة
تحية تقدير واحترام للأخ خالد نجاح، قد كتبتَ فأجدت، و قصصتَ فأبدعت ، وأملي أن أقرأ لك في المستقبل كتابا جامعا لكل هذه القصص القصيرة.
فأطلق لمواهبك العنان و أتحفنا بالمزيد من الأعمال.
تحياتي ودمت دائما متألقا.
فأطلق لمواهبك العنان و أتحفنا بالمزيد من الأعمال.
تحياتي ودمت دائما متألقا.
aboujamil- عضو مجتهد
- المدينة : ouarzazat
العمر : 44
المهنة : ...............
عدد المساهمات : 64
نقاط : 111
تاريخ التسجيل : 22/02/2010
مواضيع مماثلة
» لاعب في الذاكرة
» أحمد السنوسي: أنا مؤمن بقضيتي و لا صمت بعد اليوم عن محاولة محوي من الذاكرة الجماعية
» أحمد السنوسي: أنا مؤمن بقضيتي و لا صمت بعد اليوم عن محاولة محوي من الذاكرة الجماعية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى