الجمعيات بقلعة أمكونة، سبات طويل، وانقراض البعض.

في آخر إحصاء للجمعيات التنموية والثقافية والعديد الآخر منها بقلعة أمكونة، تراوح عددها ما بين 2000 و2500 جمعية. نصفها انقرض إثر عوائق تعرضتها، كالتهميش أو اللامبالاة أو صراعات مع السلطات المحلية أو المكاتب الإدارية بالمدينة.
والكثير الكثير منها انفكت براغيها إثر خصومات ما بين أعضاء مكاتبها وسكان الدواوير والقبائل التي تحتضنها. أما النصف الباقي فأكثر من نصفه أصبح مجرد حبر على ورق، أو غرف لمقرات بدأت العناكب تمل من الالتصاق بجدرانها. أما نصف النصف الباقي فمجرد جمعيات لأفراد يستغلونها لأغراضهم الشخصية أو في حملاتهم الانتخابية وقضاء حاجياتهم تحت لوائها.
لنصل عزيزي القارئ إلى الجمعيات التي تعد على رؤوس الأصابع، وغالبيتها تنموية لازالت تعاني من كثرة المسؤوليات الملقاة على عاتقها من جهة، والتهميش والهجران الذي يطالها من المسئولين من جهة أخرى.
فترى الساكنة تربط آمالها بالجمعيات التنموية للخروج من قوقعة انتظار إغاثة حكومتنا العزيزة - وهذا هو السبب الكبير الذي زاد في تنامي عدد هذه الجمعيات، حيث أصبح تأسيس جمعية ما، هو أسهل شيء في مدينة غارقة في أحلام انتظاراتها لمشاريع مدرة للدخل، تحد ولو بطرف بسيط من آفة البطالة بالمنطقة - والتي تحاول تقزيمها في مجرد جمعيات وإن أقدمت على خلق مشروع فهو لا يخرج عن نطاق السعي لمجرد تحقيق الاكتفاء الذاتي لبعض المستفيدين منه فقط. في حين أن بعض المناطق الأخرى من بلادنا تستفيد من النفايات التي يلقى بها خارج القصور والفنادق الفخمة وفيلات السواعدة والخليجيين والفاسيين... إلى غير ذلك ممن لا تهمهم سوى البطون وما تحتها. سيئة هي الأوضاع التي تتخبط فيها الجمعيات بمدينة قلعة أمكونة. كما أننا لا نجد إلا التكرار في نفس الوجوه الجمعوية لدى أي نشاط تقوم به أي جمعية من الجمعيات التي قلنا عنها أنها تعد بأطراف الأصابع، وكأن العمل الجمعوي خاص بأفراد معينين لا غير.
تكتب الأقلام كلما تفكر فيه الذاكرة، ويتوقف التفكير في مصير الجمعيات والعمل الجمعوي بمدينة الورود، أملا في أن تبدأ الأقلام بالكتابة من جديد، مع ظهور آفاق جديدة تصعد بمستوى العمل الجاد والمنسلخ من التهميش والإقصاء الذي يطال منطقتنا مند سنوات المغرب النافع والغير نافع.

شكرا

شكراا جزيلا..أعتقد بأن الأمر لا يقتصر على هذه المنطقة فقط.بل الظاهرة منتشرة في كل مكان و نعيشها بشكل يومي حتى في المدن الكبرى..
ما دمت في المغرب فاااااااااااااااااااااستغرب أو لا تستغرب ...
كلاهما مر.