اقتربت الساعة

من طرف ali الإثنين 9 نوفمبر - 12:12

دق جرس الخروج، خرجنا مثنى مثنى في صف طويل نزلنا السلالم،وعند باب المدرسة، بدأت رياح تنظف الشوارع والازقة من الورق وأكياس البلاستك.تأبطت محفظتي، وأسرعت الخطا . ارتفع الغبار ، ولف الازقة والدروب، مشهد رهيب. تكاد لا ترى من يقترب منك فتصدمه. ركضت واحتك جسدي الهزيل بجدران البيوت .صرخ الناس من حولي وصرخت معهم.لم أدر ما وقع والرعب سكن الجسد الذي لم يستطع حتئ التنفس من كثرة الغبار.ناديت امي وسط الضلمة العاتمة .سمعتها تلهث من بعيد علي علي ..أمي ..يد تلمس وجهي المغمض العينين،لفت ازارها على جسدي ، ورفعتني بين دراعيها .لم ادر ما العناق وما حضن الام إلا الامان الامان، حضنتها بقوة.وهي تبسمل ..بسم الله عليك أوليدي ..وصلت الباب ، فتحته بقوة ، كاد يدفعها خارجا بقوة الريح لولا لطف ربي. دخلت ، فأغلقت الابواب و وصدت النوافد ..مازلت أصرخ وجسدي ملتصق بها .كيت وبكت .قالت ادع الله..ياعلي .ماذا أقول يا امي؟ تمتمت قائلة: ربما الساعة اقتربت..الساعة؟ وما الساعة ياأمي أهي تاكل الناس؟
أحسست جسدها يرتعش وهي تقول : قل معي . بسم الله الرحمان الرحيم الحمدلله رب العالمين...رددت وراءها السورة التي حفضتها مند الروض...
بدأت قطرات المطر في النزول. تلطخت الجدران بماء عكر ، المطر كالدم ؟ الصراخ مازال يسمع خارج البيت.أخدت أمي صطل ماء وبدأت تهمهم وتتوضأ ..أدخلتني الغرفة وأغلقنا علينا الباب. حتى سمعنا مفاتيح تفتحه. إنه أبي .جرت أمي نحوه وجريت وراءها .قالت: اهي الساعة يا عمر؟ عانقنا أبي وحمد الله على وصولي .وطمأن أمي بأن الارصاد الجوية أعلنت أن موجة غبار حملتها الرياح في الجو تزحف نحو المدينة . وقد أغلقت الدكان وحضرت للتو .(خفت عليكما )قالها وهو يتنهد من الحمد والشكر للخالق على لطفه. وبعد يومين من هدوء العاصفة سألت أبي (ما الساعة يا أبي ؟ هل اقتربت الساعة؟ مند ذلك اليوم وأنا أسأل نفس السؤال . ولكن ماذا أعددت لها يا أخي ؟ ماذا لو كان الامر حقيقيا؟ ماذا كنت ستفعل؟ فالامر خطير.
ارجوا مساعدتي على فهم هذا اللغز .
هل نحن مستعدون؟
ومتى نكون مستعدين؟
وماذا نفعل لنستعد لهدا اليوم؟

لا تبخلوا علي برأيكم.

السلام عليكم

أخي علي لقد اتحفتنا بقصة لا أستبعد أن تكون واقعية لما تحمله من حبكة في سرد الوقائع وتأثر في المواقف التي عاشها البطل علي في الاقصوصة .وبالنسبة لأسئلتك، اللغز نؤمن به وهو في عقيدتنا الاسلامية. فالساعة آتية لا ريب فيها . وأن الله يبعث من في القبور. لكن علمها عند الله. وواجب المسلم الاستعداد لها،
والاستعداد يبقى نسبيا حسب الشخص وقدرته الإيمانية وقدرته على الطاعات.
والصعوبة تكمن في سلاحنا في مواجهة العدو المتربص بنا ، وهو الشيطان لعنه الله.نعرف مدى مقدرة هذا العدو على التأثير على الانسان، ومداخله الكثيرة في اصطياد بني البشر والميل بهم خارج السبيل الذي هو الكتاب والسنة. والاستعداد واجب من البداية ، ليبدء المسلم بحماية نفسه باتباع أوامره سبحانه وتعالى، واجتناب نواهيه، واتباع خطة يدمج فيها المسلم السلوك العملي للأخلاق والآداب الإسلامية، في حياته العملية. واستعمال يومية للذكر وقراءة القرآن.وهذا الإنجاز سيجعلك تمر بامتحان في مدى قدرتك على التطبق لهذه الخطة وستجد العراقيل والصعوبات.وكل هذا اختبار ايماني . لا يقنط منه المسلم ، مادام يرغب في الطاعة الالاهية.
وأتمنى أن أكون وصلت بك إلى الفكرة وماعليك سوى الاكثار من قراءة القرآن بشكل يومي كما يفعل عامة المغاربة في المساجد.للتقرب الى الله وابتغاء رضوانه سبحانه وتعالى.
ونسأله التوفيق والسداد والمغفرة . وليتذكر المسلم المضالم ليردها الى بني البشر حتى لا يكون مثال المفلس يوم الحساب .
والله أعلم

وتحية للاخ علي ومرحبا بك في منتديات قصبة الابداع
في انتظار جديدك
*.

اقتربت الساعة

اقتربت الساعة

رد: اقتربت الساعة