قريبا يمكنك مشاهدة أفلام ثلاثية الأبعاد في المنزل

تحقق الأفلام ثلاثية الأبعاد نجاحاً منقطع النظير وتتربع على قمة إيرادات السينما في الوقت الحالي، وذلك منذ إصدار الجزء الثالث من سلسلة أفلام الكرتون الشهيرة « Ice Age» وحتى الفيلم الجديد «Up» من إنتاج استوديوهات بيكسار للرسوم المتحركة. وهو ما دفع العديد من دور السينما للقيام بتجهيز قاعاتها بأنظمة حديثة، كما تدور منافسة طاحنة بين الكثير من الأنظمة ثلاثية الأبعاد للسيطرة والهيمنة على دور السينما. ويقول يان كينو يانسن من مجلة «c't» المتخصصة في الكمبيوتر والصادرة بمدينة هانوفر الألمانية :«هناك العديد من الأنظمة وأساليب العرض المختلفة، يعتمد بعضها على استخدام ما يُسمى بالنظارات ذات مغلاق الرؤية والبعض الآخر يستخدم النظارات ذات مرشح التداخل أو نظارات الاستقطاب». وأوضح يانسن أن التأثير ثلاثي الأبعاد ينشأ في كلتي الحالتين من خلال رؤية العين اليسرى واليمنى لصور مختلفة، وفي حالة استخدام نظارات ذات مغلاق الرؤية يقوم البروجيكتور بإرسال الصور للعين اليسرى والعين اليمنى بالتناوب؛ فإذا كانت هناك صورة محددة يجب أن تراها العين اليسرى فتقوم النظارة بإغلاق العين اليمنى والعكس، ويتم هذا الأمر بسرعة فائقة لدرجة أن المخ لا يمكنه التقاط أي وميض بل إنه يرى صورة ثلاثية الأبعاد.
أما تقنية مرشح التداخل والاستقطاب فتقوم على عرض الصور للعين اليسرى واليمني بتتابع سريع، بحيث تجعل النظارات المزودة بهذه التقنية كل عين ترى الصورة الصحيحة والمحددة لها.
ولا تخلو الأنظمة المختلفة من وجود مزايا وعيوب بالنسبة لأصحاب دور السينما؛ فالنظارات ذات مغلاق الرؤية أو ذات مرشح التداخل باهظة التكاليف، نظراً لأنه يجب على أصحاب دور السينما تجميعها وتنظيفها بعد انتهاء عرض الفيلم، فيما تمتاز نظارات الاستقطاب بأن أسعارها مناسبة، حيث يتم استخدامها غالباً لمرة واحدة فقط. ويرى يانسن أن هذا الأمر يرفع عن كاهل أصحاب دور السينما عبء تنظيف النظارات والعناية بها، غير أن الاستثمارات الأولية لاستخدام تقنية الاستقطاب تعتبر أكثر تكلفة نظراً لأنها تتطلب شاشات فضية خاصة.
وتمثل تقنيات ثلاثية الأبعاد مشكلة للأشخاص الذين يرتدون بالفعل نظارة بسبب ضعف إبصارهم، حيث يتعين عليهم عندئذ ارتداء نظارتين فوق بعضهما البعض، وللتغلب على هذه المشكلة تم مؤخرا طرح أول نظارات ثلاثية الأبعاد بنفس درجة حدة الإبصار، إلا أن هذا العرض يغازل فقط المهووسين بالسينما.
كما أن نجاح الأفلام ثلاثية الأبعاد حرك أطماع الشركات المصنعة للأجهزة الإلكترونية، حيث أعلنت بعض هذه الشركات أثناء انعقاد معرض برلين الدولي للإلكترونيات هذا العام، عن عزمها طرح أجهزة تلفاز يمكنها عرض الأفلام ثلاثية الأبعاد بالإضافة إلى أجهزة البلو راي اعتباراً من العام المقبل. ويقول ميشيل شيدلاك من الرابطة الاتحادية للاتصالات والمعلومات BITKOMبالعاصمة الألمانية برلين :«من المتوقع أن يتم طرح الإصدارات الأولى من هذه الأجهزة في الأسواق مع حلول العام المقبل».
وأوضح شيدلاك أن التقنية ثلاثية الأبعاد المخصصة للمنزل تتشابه مع الأنظمة المستخدمة في قاعات السينما، ويقول :«كما هو متبع في السينما سيتم هنا نقل اثنين من الصور الجزئية بالتناوب، ثم تضيف النظارة ذات مغلاق الرؤية طابع الصورة ثلاثية الأبعاد». كما تخطط بعض الشركات أيضاً لطرح
أنظمة لا يتم معها استخدام أية نظارات ولكنها تعتمد على شاشات عرض خاصة بها.
غير أن يانسن يتشكك في مسألة انتشار التقنية ثلاثية الأبعاد في المنزل أيضاً، قائلاً :«لا أعتقد أن الأشخاص يرغبون في مشاهدة التلفاز وهم يرتدون النظارة ثلاثية الأبعاد»، كما لا يتوقع شيدلاك أن تكون هناك قنوات تليفزيونية ثلاثية الأبعاد في المستقبل المنظور. ولذلك فإن الأجهزة الجديدة ستكون مثار اهتمام عشاق السينما وهواة الألعاب بشكل خاص، نظراً لأن التقنية ثلاثية الأبعاد تقدم إمكانيات متنوعة لكونسول ألعاب الكمبيوتر.

الأفلام ثلاثية الأبعاد أصبحت فعلا تعرض في القاعات السينيمائية المغربية،
وفي إنتظار مشاهدة هذه الأفلام على شاشة التلفاز،
تقبل مني أزكى السلام