شبح طالبان و"الحلقة المفرغة" 1239jk5

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شبح طالبان و"الحلقة المفرغة" 1239jk5
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبح طالبان و"الحلقة المفرغة"

اذهب الى الأسفل

شبح طالبان و"الحلقة المفرغة" Empty شبح طالبان و"الحلقة المفرغة"

مُساهمة من طرف hatimo السبت 13 مارس - 12:56


"جز العشب" مصطلح تستخدمه قوات الاحتلال الأجنبية في أفغانستان لوصف الحلقة المفرغة التي يدورون فيها بينما يواجهون حركة طالبان في أنحاء البلاد. هل حقًا التكثيف العسكري مهما بلغت قوته قادر على اقتلاع المقاومة من جذورها؟ ماذا يعني إذن "جز العشب"؟ ولماذا يصيب أكبر القوى العسكرية الدولية بالإحباط ؟

أسئلة يجيب عنها الكاتب الصحفي "إتش. دي. إس. جرين واي" من خلال مقال له نشرته صحيفة "بوسطن جلوب" الأمريكية تحت عنوان "جز العشب في أفغانستان"؛ وجاء فيه:

"جز العشب" ... تعبير يستخدمه الجنود المحبطون لوصف الحرب في أفغانستان. فترى القوات الأمريكية وحلفائها من حلف شمال الأطلسي "الناتو" يمشطون منطقة ما لتطهيرها؛ لكن بمجرد مغادرتهم لها، تزحف طالبان إليها مجددًا وتنتشر كالعشب في المرج ما يدفع الحلفاء للعودة مرة أخرى للقيام بذات العملية من جديد.

وقد شعر السوفييت من قبل بنفس هذا النوع من الإحباط ؛ فقوة نيرانهم كانت أكثر تفوقًا ولكنهم لم يتمكنوا أبدًا من الحول دون عودة المجاهدين مرة أخرى. وكذلك كان الحال مع البريطانيين الذي دأبوا على القيام بعملية جز العشب الأفغاني على مدى أكثر من نصف قرن، مرسلين الجيوش مرارًا وتكرارًا لكن أبدًا دون أثر يدوم.

إن الأمر دومًا على هذا المنوال مع مثل هذا النوع من الحروب. ولتنظر إلى "الإسرائيليين" الذين يقومون بجز العشب الفلسطيني منذ أكثر من 40 عامًا، مع آخر أكبر تطهير في غزة عام 2007.

وفي الصين الهندية، اجتاح الأمريكيون المنطقة نفسها مرارًا وتكرارًا على مدى سنوات أطول مما استغرقته القوات البرية والبحرية في اكتساح أوروبا والمحيط الهاديء أثناء الحرب العالمية الثانية، ومثلهم كمثل الفرنسيين من قبلهم لم ينجحوا أبدًا في إبقاء العشب مشذبًا.

وتتم الدعاية للمعركة في بلدة مرجة الأفغانية على نحو مبالغ فيه كما لو كانت معركة ستالينجراد. في حين لم يكن هناك أي شك في أن الناتو سيُجبر طالبان على الخروج بالقوة. ويريد الجنرال "ستانلي ماكريستال" أن يضع نهاية لعمليات جز العشب. وقد خطط للسيطرة على مرجة وجاء بحكومته الأفغانية "جاهزة الصنع". فهل يمكن لها أن تستمر؟ وماذا عن البلدات الأخرى المشابهة لـ "مرجة"؟

بما أن الأمر سيتطلب وجود جيش أجنبي يتألف من مئات الآلاف من الجنود للانتشار على حافتي العشب، فإن الحرب سوف تستمر.

وجزء من المشكلة يكمن في طبيعة أفغانستان نفسها التي تتحكم فيها صراعات عرقية وقبلية ولغوية. إن أفضل حكم لها سيكون عند التخلي عن نظام المركزية واللعب على نقاط القوة فيها وليس نقاط الضعف. لكن ما حاولت فعله الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي كان بناء دولة شديدة المركزية تضم الزعماء الإقليميين معًا وتتجاهل الاختلافات القبلية.

وهذه هي بداية التغيير. ويغازل الأمريكيون في الوقت الراهن فكرة شراء رجال القبائل المحلية المناوئة لطالبان دون المرور عبر حكومة كابول؛ أي القيام بـ "رشوة قبيلة" كما فعل البريطانيون من قبل. لكن لذلك مخاطره المتعلقة به، كما أنه يقوض الجهود الساعية إلى تحويل "حامد كرزاي" إلى شيء أكبر من مجرد رئيس لكابول.

وخلال مؤتمر بمقاطعة كامدين في ولاية ماين الأمريكية، أوضح الكاتب الباكستاني "أحمد راشد"، وله كتاب عن طالبان، أنه بالرغم من جميع الاختلافات فإن أحدًا من الزعماء الأفغان من جميع الجماعات العرقية لم يدع إلى تقسيم أفغانستان. على النقيض من باكستان التي – بعد 60 عامًا- "ليس هناك اتفاق في الآراء حول هويتها".

أما "ويتني أزوي"، عالم الإنسانيات والدبلوماسي السابق في أفغانستان، فقال أن العديد من الأقلية الأوزبكية يرون أن الأفغان هم الباشتون الذين أخرجوهم من الوديان إلى التلال. وهو ما ينطبق كذلك على العديد من طائفة الهزارة، بحسب أزوي. وهو ما يجعل من الصعب تشكيل جيش وطني أفغاني بينما عناصر طالبان جميعهم تقريبًا من الباشتون. وأضاف أزوي: "أتمنى أن أكون مخطئًا ... ولكنني أشك في أن أفغانستان لديها الحمض النووي لأمة مستدامة".

إن جزءً من مأساة أفغانستان أن الغزاة يأتون إليها ويرحلون دون أن يكون لهم مصلحة معينة متعلقة بأفغانستان نفسها؛ ولكن فقط رغبة منهم في إبعاد قوة أخرى عنها. ففي خلال "اللعبة الكبرى" كانت بريطانيا تريد إبقاء الروس بعيدًا. وفي وقت لاحق، أراد الروس إبعاد الإسلاميين والإزعاج الباكستاني- الأمريكي . ثم لاحقًا انخرط الأمريكيون من أجل طرد الروس، ويخوضون الآن حربًا ضد طالبان من أجل الاحتفاظ بتنظيم القاعدة بعيدًا عن أفغانستان.

لقد عاشت أفغانستان زمنًا طويلاً باقتصاد دولة عازلة Buffer State. فالبريطانيون قدموا الدعم المالي لمن اختاروهم لزعامة أفغانستان، وكذلك فعل الروس، والآن يقوم الأمريكيون وغيرهم من القوات الأجنبية بدفع الفواتير. فهل التبعية جزء من الحمض النووي لأفغانستان؟ وهل سيكون "جز العشب" دائمًا قدر الجيوش الأجنبية؟

ــــــــــــــــــــ
* "إتش. دي. إس. جرين واي": صحافي وكاتب عمود بصحيفة "بوسطن جلوب" الأمريكية



تحياتي للجميع
hatimo
hatimo
الوسام الفضي
الوسام الفضي

المدينة : casablanca
العمر : 50
المهنة : no vale
ذكر
عدد المساهمات : 178
نقاط : 364
تاريخ التسجيل : 04/11/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى